الرئيسية » منوعات »  

"الدولا".. لماذا تحتاج المرأة مساعدة ولادة "غير طبية"؟
18 تموز 2019

 

 

 

رام الله- نساءFM  – تمر النساء بتجارب شديدة الخصوصية، تختزن في معظمها ألما وإرهاقا وربما حزنا كبيرا. في تلك التجارب تكون المرأة في أمسّ الحاجة إلى تعاطف ودعم نفسي وعقلي وجسدي، وعادة لا تجده، ربما لضغوط الحياة أو لعدم إدراك وتفهم طبيعة تلك المشاعر من قبل الزوج.

"الدعم من امرأة إلى أخرى" قد يكون هو ما تحتاجه المرأة في تجربة الحمل والمخاض وما بعد الولادة وحتى في حالة الإجهاض، لذلك ظهرت "الدولا".

ماذا تعني الدولا؟

تعتبر الدولا مدربة محترفة على الولادة، توفّر الدعم العاطفي والبدني للحامل خلال فترة الحمل ووقت المخاض وكذلك بعد الولادة. والدولا كلمة يونانية تعني خادمة المرأة.

طبقا لبيانات موقع أميركان بريجننسي (American Pregnancy) المتخصص، يبدو أنها وظيفة قديمة ظهرت منذ قرون عدة وأثبتت أن الدعم المقدم من امرأة لأخرى له تأثير إيجابي أثناء عملية المخاض.

في الماضي، كانت النساء يتلقين الرعاية والدعم من نساء أخريات أثناء المخاض والولادة، وكان لديهن شخص ما طوال الوقت، يطلق عليه مسؤول "الدعم المستمر"، وفقا لموقع كوكرين (Cochrane) المتخصص.

وقد تشمل المساعدةُ الدعمَ العاطفي كالوجود المستمر والطمأنينة ومعلومات حول المخاض. وقد يتضمن أيضا مقاييس الراحة كالتدليك وتشجيع الحركة وتعزيز تناول السوائل بشكل مناسب والتحدث عند الحاجة نيابة عن المرأة.

 

لكن اليوم أصبح الدعم المستمر هو الاستثناء وليس المعيار، بعدما ارتفع عدد عمليات الولادة القيصرية من 16 مليون حالة إلى 29.7 مليون حالة خلال سنوات، بحسب التقرير المنشور في دورية لانسيت الطبية، ويبدو أن المخاوف من الإفراط في الجراحة هو ما جعل وظيفة "الدولا" تعود أخيرا.

تتشابه الدولا مع القابلة، فهما من المهنيين الذين يساعدون في الولادة والصحة الإنجابية للمرأة بعد تلقيهم تدريبات خاصة، طبقا لتقرير متخصص على موقع ميديسن نت (Medicinenet).

لكن الدولا تقدم دعما غير طبي للمرأة، بمعنى أنها لا تتدخل في عملية الولادة ذاتها مثل القابلة التي تساعد في التوليد أو تقوم بالمهمة كاملة بنفسها، لكن الدولا تركز على احتياجات الحامل، والتي تمكنها من الحصول على تجربة لا تنسى.

مهام الدولا في المراحل المختلفة

تقوم الدولا بمهام مختلفة تناسب كل مرحلة تمر بها المرأة بدءا من الحمل حتى اصطحاب الجنين إلى المنزل، ويمكن تفصيل وظائفها ومهامها كالآتي، طبقا لموقع ويب ميد (Webmd) المتخصص:

أثناء فترة الحمل

1- تعليم الحامل مهارات الاسترخاء والتنفس.

2- تجيب عن أسئلتها حول عملية الولادة.

3- تساعد على فهم إجراءات المخاض والولادة والمضاعفات المحتملة.

4- تساعد على وضع خطة ولادة.

أثناء المخاض

1- تلازم المرأة لتوفير الراحة والدعم.

2- تستخدم التدليك لمساعدتها على الاسترخاء والراحة.

3- تساعد في الحصول على التغذية والسوائل الكافية الملائمة.

4- تساعد في توصيل تفضيلات الحامل إلى الطاقم الطبي.

5- تطمئن الأب.

بعد الولادة

1- توفير الدعم والتشجيع للوالدين بعد عودة الأم والطفل إلى المنزل.

2- تعليم الوالدين كيفية رعاية الطفل الجديد.

3- المساعدة في تعليم الرضاعة الطبيعية.

4- دعم الأب والأشقاء الآخرين وتعليمهم كيفية مساعدة الأم.

5- تساعد في الحصول على قسط كبير من الراحة وتناول الطعام بانتظام.

6- تساعد في المهام المنزلية ورعاية الأطفال الآخرين.

"دولا الفقدان".. الدعم في الألم أيضا

على غرار "دولا الحياة" توجد "دولا الفقدان"، رغم ارتباطها بالأمومة والولادة والحياة الجديدة، تظهر الدولا في أكثر التجارب قسوة على الأم وهي إجهاض جنينها، حين تكون المرأة في أضعف لحظات حياتها وربما تحتاج إلى الدعم القوي أكثر من احتياجها له عند الولادة.

يمكن أن تكون الدولا حاضرة وداعمة لشخص ما أثناء الخسارة بطريقة قد لا يتمكن الكثير من الأشخاص في حياتهم من القيام بها. طبقا لميغان دافيدسون، دولا في بروكلين ومؤلفة كتاب "خطة ميلادك القادمة".

توضح دافيدسون في مقال منشور على موقع ويل آند جوود (Well and good)، أنه قد يكون مهما بشكل خاص وجود الدولا بجانب النساء اللاتي أجهضن في الأشهر الثلاثة الأولى.

تركّز مهمة "دولا الفقد" على منح الأمل للأم المصدومة، ودعمها نفسيا وعاطفيا وجسديا أيضا من خلال التغذية السليمة والرياضة.

تقول دافيدسون إنها بوصفها "دولا" ساعدت النساء على التنقل بين خيارات لا حصر لها في مجال الخصوبة، وبالنسبة للنساء اللاتي يصعب حملهن بعد الإجهاض ساعدتهن في الوصول إلى أطباء مختصين في مجال التلقيح الاصطناعي، مضيفة "لقد ساعدتهن أيضا في عملية الفحص الجيني وجمع المعلومات التي يحتاجونها، لقد ساعدت الكثيرات منهن خلال كل من الولادة والخسارة"، مؤكدة أن مهمتها هي إثبات أن هناك دائما أملا حتى مع أصعب الخسائر.

المصدر : مواقع إلكترونية