الرئيسية » نساء في العالم العربي »  

صوت| المرأة العراقية بين التمثيل الرمزي والتأثير الحقيقي في انتخابات 2025
13 تشرين الثاني 2025

 

بغداد – نساء FM تخوض المرأة العراقية الانتخابات البرلمانية المقبلة لعام 2025 وسط نقاش محتدم حول طبيعة مشاركتها: هل تمثل حضوراً مؤثراً في صناعة القرار، أم أنها لا تزال أسيرة الدور الرمزي الذي يفرضه الواقع السياسي والاجتماعي؟

الناشطة النسوية والحقوقية سريدة حسين تؤكد في حديثها لـ"نساء إف إم" أن مشاركة المرأة العراقية، رغم رمزيتها في بعض الأحيان، تعكس مساراً نضالياً طويلاً في مواجهة تحديات مركّبة تتراوح بين القيود الاجتماعية وضعف الإرادة السياسية، وبين الانقسامات الأمنية والتجاذبات الحزبية التي تحد من فرصها في المنافسة الحرة.

توضح حسين أن "المرأة العراقية لا تزال تدفع ثمن الحروب والعنف والاضطرابات التي جعلت المجتمع أكثر ميلاً إلى الانغلاق والحذر، وهو ما يقلّص من حضورها في المشهد السياسي"، مشددة على أن التغيير الحقيقي يحتاج إلى وعي مجتمعي ودعم مؤسساتي متواصل من خلال برامج تعليمية وتوعوية وموازنات حكومية تعزز مشاركة النساء في الحياة العامة.

وتضيف أن "تمكين النساء ليس ترفاً سياسياً، بل ضرورة تنموية، فكلما ازدادت مشاركة المرأة في مواقع القرار، انعكس ذلك على العدالة والمساواة ومستوى التنمية في الدولة".

من جهتها، تشير تقارير حقوقية محلية إلى أن نسبة ترشّح النساء للانتخابات المقبلة تشهد ارتفاعاً ملحوظاً مقارنة بالدورات السابقة، في ظل تمسك الكتل السياسية بـ"نظام الكوتا" الذي يخصص 25% من مقاعد البرلمان للنساء. غير أن هذا النظام، بحسب بعض المراقبين، لا يكفي لتحقيق تمثيل فعلي ما لم يُترجم إلى نفوذ سياسي حقيقي داخل الأحزاب ومؤسسات الدولة.

ورغم التحديات المستمرة، ترى حسين أن الأمل قائم:"المرأة العراقية لم تعد تقبل أن تكون مجرد رقم في القوائم الانتخابية، بل تسعى إلى أن تكون صوتاً مؤثراً في القرار الوطني، شريطة استمرار الدعم المجتمعي والمؤسساتي الذي يمنحها المساحة لتثبت قدرتها على القيادة والتغيير."

تأتي الانتخابات المقبلة في العراق وسط مشهد سياسي مضطرب، لكن مشاركة النساء فيها تظل مؤشراً على تحول تدريجي في الوعي العام، حيث تسعى العراقيات إلى ترسيخ وجودهن في المشهد الديمقراطي، ليس بوصفهن ممثلات فحسب، بل شريكات في صناعة مستقبل البلاد.

الاستماع الى اللقاء