
غزة-نساء FM-داخل كشك صغير على شاطئ بحر مدينة غزة وجدت الشابة أماني شعت (25 عامًا) ضالتها في مشروعها الصغير الذي يحمل اسم (سلطع برجر) بعدما تعثر بها الحال، وضاقت بها السبل لإيجاد فرصة عمل بعد تخرجها من جامعة الأقصى بتخصص المحاسبة وإدارة الأعمال.
وقت طويل للتفكير قضته أماني وهي تبحث عن طريق جديد ومميز تسلكه لإثبات نفسها في مشروع يجلب لها الرزق ويكون مصدر دخل لها في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تخيم على القطاع المحاصر.
وفي ظل انتشار المشاريع الإلكترونية، والتجارة عن بُعد، فضّلت أماني أن تختار مسلكًا مختلفًا، سيما وأن شخصيتها لا تتناسب مع فكرة البيع عن طريق الإنترنت، ولأنها تدرك أن أحد أهم العوامل لنجاح المشاريع الصغيرة هي أن يعرف صاحبها كيف يختار المشروع المناسب له.
عن البدايات تقول أماني لمراسلة نساء إف إم، "اخترت صناعة (البرجر) بطريقتي الخاصة، سيما وأنني تعرفت على طرق كثيرة ومختلفة لصناعتها من أماكن عديدة خلال سفري لتركيا، كما أنني عملت في أحد المطاعم هناك، ما جعلني قادرة على ابتكار طريقة خاصة بي لإعداد خلطة اللحم والصوص الخاص بالساندويشات التي أقدمها للزبائن."
ولمن يتوقف عند اسم المشروع مستغربًا تعلق أماني قائلة إن (سلطع برجر) شخصية كرتونية مشهورة لجيل التسعينات الذي تنتمي إليه، موضحة أنها كانت تتوقع أن يكون الاسم لافت للجمهور لكنها لم تتخيل أنه سينال إعجاب المواطنين لهذه الدرجة.
تراهن أماني على ثقتها بما تصنع فتقول "90% من الأشخاص الذين يزورون المكان يبدون إعجابهم بطعم الساندويشات التي أقدمها لهم، ويقولون لي "المهم ألا يتغير الطعم مع الوقت"".
كما تضيف "أبيع الوجبات السريعة بأسعار بسيطة ومناسبة للجميع، لا مشكلة لدي في أنني أحقق ربحًا قليلًا لكن المهم هو أن أكسب أكبر قاعدة من الزبائن، وأن يستمر نجاح المشروع."
لم يكن الأمر سهلًا على أماني، فهي تقف يوميًا داخل الكشك الصغير على شارع الرشيد وهو الشارع الرئيسي على شاطئ البحر والذي يصل محافظات القطاع الخمس ببعضها، ما يعني أن عشرات المارة في سياراتهم وعلى أقدامهم يمرون على مدار اللحظة أمامها.
وعن ذلك توضح أماني بأن ثمة من يلفته وجود شابة تبيع (البرجر) داخل الكشك، فيقترب من المكان ويبدي رغبته في تجربة وجبة من صنع يديها، وفي المقابل ثمة من لا يعجبه الأمر، لكنها لا تكترث لذلك، فهي تدرك أن نجاح مشروعها سيجعلهم يتقبلون وجودها فيما بعد.
ولا تنكر الشابة أماني بأن كثيرًا ممن حولها معجب بفكرة مشروعها، وقدم لها المساعدة والدعم من أجل أن تبدأ وتواصل مشوارها.
كما أنها لا تنسى اللحظات الأولى التي وقفت فيها أمام الناس وشعور التوتر الذي لم يكن يغادرها، لكنها استطاعت التخلص منه بدعم وتشجيع من حولها، مؤكدة أنها ستكمل الطريق الذي بدأته بمزيد من التحدي والقوة.