الرئيسية » تقارير نسوية » الرسالة الاخبارية »  

صوت|خبيرة تربوية تجيب.. كيف نواجه العنف المدرسي ؟
09 تشرين الأول 2022

 

رام الله-نساء FM- مع تنامي ظاهرة العنف داخل المدارس، يتطلب هذا اهتمام المؤسسات الحكومية- المدارس ومؤسسات المجتمع المدني من جهة، والأسرة من جهة أخرى، لتفادي تفاقمها وتأثريها على سلوك ودراسة الطلاب والطالبات.

وقالت التربوية الدكتورة شهيناز الفار في حديث "لنساء إف إم"، إن العنف في المدارس يتطلب جهودا مجتمعة حتى يتم السيطرة على هذه الظاهرة لأنها شهدت ازديادًا في المدراس؛ لأسباب تتعلق بالواقع الأمني والسياسي والاقتصادي، الذي انعكس على الواقع الاجتماعي.

 وتقول إن العنف هو كل تصرف يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين، وقد يكون الأذى جسمياً أو نفسياً؛ فالسخرية والاستهزاء من الفرد، وفرض الآراء بالقوة وإسماع الكلمات البذيئة، جميعها أشكال مختلفة لنفس الظاهرة.

واكدت على ضرورة توفير الأجواء الحياتية المناسبة لينمو الأطفال نمواً جسدياً ونفسياً سليماً ومتكاملاً. كما اشارت الى ان العملية التربوية مبنية على التفاعل الدائم والمتبادل بين الطلاب ومدرسيهم؛ إذ إن سلوك الواحد يؤثر على الآخر، وكلاهما يتأثران بالخلفية البيئية؛ ولذا فإننا عندما نحاول أن نقيم أي ظاهرة في إطار المدرسة فمن الخطأ بمكان أن نفصلها عن المركبات المختلفة المكونة لها؛ حيث إن للبيئة جزءاً كبيراً من هذه المركبات.

ورغم أن مجتمعنا يمر في مرحلة انتقالية، إلا أننا نرى جذور المجتمع المبني على السلطة الأبوية ما زالت مسيطرة؛ فنرى على سبيل المثال أن استخدام العنف على يد الأخ الكبير أو المدرس أمرًا مباحًا، وضمن المعايير الاجتماعية السليمة؛ وحسب النظرية النفسية- الاجتماعية: فإن الإنسان يكون عنيفاً عندما يتواجد في مجتمع يعتبر العنف سلوكاً ممكناً، مسموحاً به ومتفقاً عليه.

كما اشارت الى الظروف التي نعيشها كفلسطينيين بفعل الاحتلال تدفع الى الاجواء المشحونة والتوتر وهذا يؤثر على الطلاب، بناءً على ذلك، تعدّ المدرسة مصبًا لجميع الضغوطات الخارجية، فيأتي الطلاب المٌعنّفون إلى المدرسة ليفرغوا الكبت المختزن في نفوسهم على شكل سلوكيات عدوانية عنيفة؛ يقابلهم طلاب آخرون يشبهونهم بسلوكيات مماثلة؛ ففي المدرسة تشكل الجماعات ذوات المواقف المتشابهة حيال العنف تحالفات تعزز عندهم تلك التوجهات والسلوكيات؛ وبهذه الطريقة تتطور حدة العنف ويزداد انتشارها.

وتشير النظريات إلى أن الطالب، في بيئته خارج المدرسة، يتأثر بثلاث جهات وهي: العائلة، والمجتمع، والإعلام؛ ما يجعل العنف المدرسي نتاجًا للثقافة المجتمعية العنيفة.

وقالت إن العنف المدرسي هو نتاج التجربة المدرسية (سلوكيات المدرسة): هذا التوجه يحمل المسؤولية للمدرسة من ناحية خلق المشكلة، وطبعاً من ناحية ضرورة التصدي لها ووضع الخطط لمواجهتها والحد منها؛ فيشار إلى أن نظام المدرسة بكامله من طاقم المعلمين والأخصائيين والإدارة يضم علاقات متوترة دائمة. 

واكدت على أهمية ان يكون هناك تواصل دائم بين العائلة والمدرسة والانتباه لسلوكيات الابناء ومحاول المدرسة تعديلها وتعاون العائلة في هذا الجانب يخفف من هذه الظاهرة.