الرئيسية » تقارير نسوية » نساء حول العالم »  

لأول مرة في إيران.. بلدية طهران تعين أول دفعة من الإطفائيات
02 تشرين الأول 2022

 

طهران–نساء FM- تخوض 16 امرأة إيرانية تجربة الإطفاء لأول مرة في العاصمة طهران، وسط ترحيب شعبي ورسمي واسع، وبعض الانتقادات التي تهاجم إقحام الأيادي الناعمة في مجالات غير ملائمة لطبيعتها.

وفي أول تجربة نسائية، دشنت بلدية طهران بمناسبة اليوم الوطني للإطفاء -الموافق لليوم 29 سبتمبر/أيلول الجاري- أول محطة مخصصة للنساء الإطفائيات في شارع ستارخان غربي العاصمة، لأداء المهام ذاتها المنوطة برجال الإطفاء، وذلك بعد سنوات من تطوع عدد قليل منهن والمشاركة في عمليات الإنقاذ وإطفاء الحرائق.

وخضعت المجموعة الجديدة من المواطنات الإيرانيات -التي تتراوح أعمارهن بين 23 و30 عاما- لعدة دورات تأهيلية خلال الأشهر الماضية، وفق إطفائية طهران التي أكدت أن الإطفائيات تدربن بشكل أساسي على مكافحة الحرائق وعمليات الإنقاذ، قبل المشاركة العملية في عمليات الإطفاء.

المجموعة الجديدة من الإطفائيات خضعت خلال الأشهر الماضية لعدة دورات تأهيلية تمهيدا لتسلم مهامهن (الجزيرة)

الشريعة والثقافة

ورغم توظيف عدد من النساء في إطفائية طهران خلال السنوات الماضية، فإن مجال عملهن اقتصر على الشؤون الإدارية والتعليمية والاتصالات، لكن تكرار الحرائق في الأماكن المخصصة للنساء كالصالونات والمسابح، فرضت حضور المرأة الإيرانية في محطات الإطفاء بشكل رسمي.

برويز سروري، نائب رئيس المجلس البلدي في طهران، يرى في مشاركة النساء في عمليات الإطفاء "حلا مناسبا للحوادث التي يتعذر فيها حضور رجال الإطفاء، وفقا للشريعة الإسلامية والثقافة السائدة في البلاد".

من جانبها، كشفت الإطفائية ندى نوروزي، التي تقوم بتدريب الإطفائيات الجدد، عن وقوع حرائق في أماكن حيث لم تسمح النساء في محل الحادث بدخول رجال الإطفاء لمساعدتهن، وعزت ذلك إلى رفض شريحة من الإيرانيات مبدأ الاختلاط بالجنس الآخر وفق الشريعة الإسلامية.

التنافس والتحدي

وفي حديث للجزيرة نت، أوضحت نوروزي أن مصلحة الإطفاء سوف تقوم بتقييم أداء الدفعة الجديدة من الإطفائيات لتتخذ قرارا بتجنيد دفعات أخرى، مؤكدة أن النساء اللواتي عملن في سلك الإطفاء خلال الفترة الماضية سجلن نجاحا كبيرا، وأنها تتوقع أن تنجح الدفعة الجديدة لتفتح المجال للمواطنات الأخريات اللواتي يحلمن بارتداء زي الإطفاء.

 

وأشارت الإطفائية الإيرانية إلى إن خدمة الإنسان والوطن وحب التنافس والتحدي من أهم الحوافز لدى النساء لخوض مهنة الإطفاء التي لطالما عرفت بالأعمال الشاقة، مؤكدة أن مدينة كرج الواقعة غرب العاصمة كانت سباقة في توظيف 12 من الإطفائيات منذ أعوام، حيث أصبحت تعرف محطة 117 بنساء الإطفاء.

ولا فرق بين الدورات التدريبية التي تخوضها الإطفائيات الإيرانيات ودورات رجال الإطفاء، وفق نوروزي التي أكدت أن المرأة دخلت إطفائية طهران منذ عام 2009 وتطوعت للمشاركة في العديد من عمليات الإنقاذ وإطفاء الحرائق بالعاصمة، إلى جانب الأعمال الإدارية والتعليمية المنوطة بها.

نوروزي: خدمة الإنسان والوطن وحب التنافس والتحدي من أهم حوافز الإطفائيات لخوض المهنة (الجزيرة)

تشجيع واسع

وأكدت نوروزي أن المجتمع الإيراني يشجع المرأة على خوض مجال الإطفاء ومشاركة الرجال هذه المهنة، لا سيما في تفتيش الأماكن المخصصة للنساء والتأكد من سلامة الأجهزة الوقائية والطفايات وغيرها من الأمور التي تحتاج إلى دقة ملاحظة وتركيز كبيرين، مستدركة أن عملهن وارتداءهن الزي الرسمي للإطفاء لا يخلو من الانتقاد والرفض من قبل شريحة قليلة جدا ترى المهنة لا تتناسب مع قدرات المرأة وواجباتها الأسرية وأهمها دور الأم ورعاية الأطفال.

وعما إذا كان الإيرانيون يتقبلون عمل المرأة في مهنة الإطفاء، استطلعت الجزيرة نت آراء 3 نساء و3 رجال في مناطق مختلفة بالعاصمة طهران، حيث أشاد 5 منهم بالمرأة الإيرانية التي أثبتت جدارتها في جميع المجالات، وذللت الصعاب في العديد من الأعمال التي كانت حكرا على الرجال، في حين رفضت إيرانية واحدة إقحام النساء في أعمال قائمة على القلق ولا تعرف الرتابة وتضر بكيان الأسرة.

وفي السياق، اعتبر مهران (55 عاما) توظيف أعداد محدودة من الإيرانيات في مصلحة الإطفاء يتناسب والثقافة الإسلامية المحافظة في البلاد، مؤكدا ضرورة حضور رجال الإطفاء إلى جانب النساء في جميع محطات الإطفاء واقتصار دور المرأة على قيادة العمليات، ما عدا الأماكن المخصصة للنساء.

في المقابل، علقت الحاجة مهر آبادي (60 عاما) على تجنيد أول دفعة من الإطفائيات في طهران بالقول إن "الحياة أقصر من أن تحرم المرأة نفسها حق الحياة الطبيعية عبر المجازفة وتحمل ما لا طاقة لها"، مؤكدة أنه لا حرج في إنقاذ رجال الإطفاء المرأة عند حدوث الحرائق والأزمات.

 

وحسب صحيفة "همشهري" التابعة لبلدية طهران، فإن حضور الإطفائيات سيكون جزءا ثابتا في جميع المحطات التي سوف تدشن بالعاصمة طهران، مؤكدة -على لسان رئيس إطفائية العاصمة، قدرت الله محمدي- أن المجلس البلدي قد وضع تجنيد الإطفائيات على جدول أعماله.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الإيرانية