الرئيسية » تقارير نسوية » نساء فلسطينيات »  

"سماح" تكسر القيد المجتمعي وتمارس رياضة كمال الأجسام
26 أيلول 2022

 

رام الله -نساء FM - شغفها برياضة كمال الأجسام دفعها لكسر القيد المجتمعي وممارسة هذه الرياضة، رغم أن المتعارف عليه أن رفع الأثقال وكمال الأجسام رياضة ذكورية بحتة لخشونتها التي لا تتناسب مع جسم الأنثى المعروفة برقتها، إلا أن هذا المأخذ هو مجرد شائعات مجتمعية، فقد كسرت النساء هذه القاعدة ليقتحمن هذا المجال، وسماح أبو شملة (29 عامًا)،  لم تطرق باب هذه الرياضة فقط بل اقتحمتها منذ 4 سنوات وتطمح للوصول للعالمية فيها.


نموذج من التحدي والإصرار جسدته سماح لتكسر به المألوف وتتخذ الخطوة الأولى في ممارستها لعبة كمال الأجسام، ليس فقط كونها ذكورية كما هو متعارف عليه في مجتمعنا، بل كونها تعاني من حساسية في القصبات الهوائية ولا تستطيع السير أو الركض لمسافات طويلة ووقت طويل.


بدأت سماح حديثها قائلة: منذ طفولتي وأنا أحب الرياضة وأطمح لأكون فتاة رياضية، لكن للأسف الحساسية الموجودة عندي بالقصبات الهوائية كانت تمنعني من الخوض في تفاصيل الرياضات المختلفة مهما كانت.

 تخرجت عام 2016 من جامعة القدس المفتوحة بتخصص إدارة أعمال وعملت في المجال القانوني أربع سنوات ككاتبة قانونية، ثم انتقلت لأعمل بوزارة الصحة منذ ثلاث سنوات تقريبًا، في ذاك الوقت وقبل أربع سنوات تحديدًا كنت أبحث عن علاج لمرضي دون اللجوء للأدوية، وبعد بحث مطول وقراءة وجدت أن ممارسة الرياضة هي الحل.

كمال الأجسام .. أسلوب حياة ..


وواصلت قولها: بدأت خطوة خطوة، وكنت أختار من التمرينات ما يناسبني ويناسب شكل جسمي، وكنت كلما رأيت الشباب يتباهون بعضلاتهم وقوتهم ويمارسون رياضة كمال الأجسام، كنت أتساءل ماذا ينقصني لألعب مثل هذه الرياضة، وقررت أن أخوض مجالها بعيدًا عن المفهوم المغلوط بأنها رياضة ذكورية بامتياز، وحبي وشغفي بهذه الرياضة دفعني للاستمرارية وتحدي كل العقبات لتحقيق ما أريده، وإثبات أنني كفتاة أستطيع أن أمارس هذا النوع من الرياضة وبناء جسمي بطريقة صحيحة، وبات كمال الأجسام ليس فقط نشاطًا رياضيًا، بل أسلوب حياة بالنسبة لي.

نمط لحياة صحية ..


سماح التي لا يمكن وصف حبها وشغفها بهذه الرياضة لأنها باتت تسري في دمها وتساعدها على التخلص من كل الطاقة السلبية وتزيد ثقتها بنفسها وتحسين صحتها النفسية، شجعت كل الفتيات على تعلم هذا النوع من الرياضة، من خلال حديثها: أي فتاة تستطيع أن تمارس رياضة كمال الأجسام وممارسة كل الأنشطة المتعلقة بها من رفع الأثقال واللعب على الماكنات وغيرها من التدريبات كل حسب ما يتناسب مع جسمه وبنيته لنصل إلى ما نريده، فأنا استطعت من خلال هذه الرياضة أن أتغلب على مرضي وبفضلها كنت أعاني من انحناء في ظهري يؤثر سلبًا على طريقتي بالمشي، اليوم باتت مشيتي مستقيمة وتغلبت على كل الأمراض وبت أتمتع بصحة ممتازة.


وأسهبت في الحديث: استطعت إبراز قدرتي دون الالتفات إلى الانتقادات السلبية التي تعرضت لها من وراء الالتحاق بهذا النوع من الرياضة، واستطعت بناء جسدي وفق اللعب والتمرن لبناء عضلات معينة، وكنت أتحدى نفسي في كل يوم ليس بحمل الأوزان العالية وإنما بالتكرار والتمرن لساعة ونصف في فصل الصيف وساعتين لثلاث في الشتاء، حتى استطعت الوصول لما كنت أطمح اليه دون أن تلغي هذه الرياضة شيئا من أنوثتي بل أعطت جسمي شكلاً أجمل ومتناسقًا أكثر ما جعل الجميع يغير نظرته تجاه هذه الرياضة.


وتابعت: الرياضة غيرت نمط حياتي وحولته إلى نظام غذائي صحي بحت، صرت أعدّ طعامي بنفسي وأبتعد عن كل ما يضر الصحة وأختار غذائي وأطعمتي بعنايه وابتعدت عن السكريات والحلويات قدر المستطاع، والأهم من ذلك أنني أصبحت أشرب المياه كثيرًا، من أجل القضاء على الدهون الزائدة لبناء العضلات وهذا هو مفتاح النجاح في كمال الأجسام.

الإرادة تتحدى القيود ..


لم يكن اختيار هذا النوع من الرياضة قرارًا عاديًا، فرغم دعم عائلتها، وبالأخص شقيقتها لها في اتباع شغفها وتحقيق ما تريد، إلا أن أبو شملة تعرضت لكثير من الانتقادات والمضايقات سواء في الأماكن العامة أو من المعارف والمحيطين بها، وسمعت الكثير من الكلام السلبي الذي لم تكترث له أو تلق له بالاً.


في الشارع، تقول سماح: كنت أسمع الكثير من التعليقات كـ"أبو عضل، وحديد" وغيرها لكني كنت أغمض عيوني وأغلق أذنيّ عن ذلك ولا أفكر إلا بالهدف الذى أريد الوصول إليه واستطعت تغيير هذه الصورة النمطية من خلال ما أنجزته وبات واضحًا على أرض الواقع لأشجع الكثير من الفتيات اللواتي يخجلن من ممارسة كمال الأجسام، كما أنني حصلت على شهادة رياضية وأخرى معدات رياضية منذ سته أشهر وأصبحت أمشي باليوم 16 ألف خطوة وهذا ما يجعلني فخورة بنفسي.

طموح وأحلام ..


سماح، التي زادت الرياضة من جمالها وحيوتيها، وخلصتها من مشاكلها الصحية، إلى جانب صحتها النفسية وقوتها الجسدية التي اكتسبتها لتستطيع أن تدافع عن نفسها في اي موقف تتعرض له، تطمح لأن تساعد الفتيات في إزالة هذه المعتقدات الخاطئة والمضي قدما لتحسين صحتهن من خلال كمال الأجسام، حيث قالت: طموحي أن أغير حياة البنات بالرياضة لأنها تحقق مفهوم الأنوثة مدعومًا بالقوة البدنية والنفسية لما لها من تأثير كبير على الثقة بالنفس والتحدي والإصرار على تحقيق الهدف وتجعل طاقتنا متجددة باستمرار، قد بدأت بالفعل بمساعدة المحيط القريب مني سواء بالتمرينات الرياضية أو باتباع نمط غذاء صحي ليحسنوا من صحتهم، إضافة لأنني أنوي المشاركة في بطولات على مستوى فلسطين والعالم، لكن ما زلت بحاجه إلى المزيد من التدريب والخبرات حتى أكون متمكنة مئة بالمئة.

المصدر : "القدس" دوت كوم - روان الأسعد