الرئيسية » منوعات » نساء في العالم العربي »  

بعد فيديو "شكوى الاغتصاب" بالعراق.. تبادل الاتهامات بين فتاة ووالدها
13 تموز 2022
 

بغداد-نساء FM-أكد مدير الشرطة المجتمعية، العميد غالب العطية، لمنصة "ارفع صوتك"، تواصل المديرية مع الفتاة بنين، التي ظهرت في مقطع فيديو، انتشر مؤخراً على منصات التواصل الاجتماعي في العراق، تشكو تعرضها "للاغتصاب من والدها وتهديده بقتلها". 

وأوضح أنه "وبعد أن تمت مناشدتنا من قبل الفتاة ووالدتها كانت هناك محاولات للاتصال بوالد الفتاة حتى تكون الحقيقة كاملة من الطرفين، والأمر الآن قيد التحقيق".

وأضاف العطية أن "الفتاة التي تقول إنها تعرضت للاغتصاب قدمت شكوى ضد والدها، وهي الآن تخاف من تنفيذ تهديده بقتلها هي ووالدتها قبل أن يتم إلقاء القبض عليه".

وبحسب العميد فقد وردته معلومات وصور من طرف ثالث، يدعي الأب من خلالها، بأن الفتاة وأمها "خارجتان عن الطريق وتقيمان علاقات غير شرعية وسلوكيات لا أخلاقية مع الرجال".

ويشير إلى أنه قد تم التواصل مع مكتب وزير الداخلية الذي كان مهتماً بالقضية وتداعياتها، فضلاً عن التواصل مع مديرية حماية الأسرة. وأكّد أنّ "القضاء سوف يبت بهذا الموضوع لتحقيق العدالة".

تطلب الإغاثة

وتداولت صفحات عراقية في مواقع التواصل، مؤخراً، فيديو ظهرت فيه فتاة تشكو تعرضها للاغتصاب من قبل والدها، على حد زعمها. واتهمت الفتاة بنين التي ظهرت في الفيديو والدها محمد "باغتصابها جنسياً"، فضلاً عن محاولاته لقتلها عبر تهديدها المستمر، على حد تعبيرها.

وتقول الفتاة، مواليد 2005، وهي تطلب الإغاثة وتناشد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إنها "تقدمت بشكوى قضائية ضد والدها، ولكن بعد تهديدها من قبله اضطرت لسحب الشكوى والتنازل عنها خشية القتل، ولكن بلا فائدة". 

كما تحدثت والدتها سحر عبر الفيديو ذاته عن والد الفتاة وزوجته تغريد وتهديده المتواصل بقتلهما، مانشدة الجهات المعنية بحمايتهما واتخاذ اللازم.

أدلة وإثباتات

ودفع الجدل الذي أثارته قضية بنين والدها محمد إلى الظهور، عبر فيديو مصور، يتحدث لـ "رووداو عربية" عن تفاصيل القضية.

وخلال المقابلة، اتهم الوالد محمد زوجته سحر التي انفصل عنها قانونياً عام 2015، وعادا ليتزوجا من جديد بعد خروجهما من مبنى المحكمة بموافقة رجل دين (الشيخ) مقابل الحصول على نفقة إعالة المطلقات في دائرية الرعاية الاجتماعية، "بإقامة العديد من العلاقات العاطفية مع الرجال وهي لا تزال على ذمته".

وتحدث عن حبسه ظلماً بتهم (الخطف والسطو والاغتصاب) بشكوى زوجته وابنته، التي اتضح من خلال القضاء أنها كانت متزوجة، مما دفعه بعد خروجه بكفالة قانونية إلى رفع شكوى ضد زوجته سحر لتحقيق العدالة.

وأكّد أن التهم والقضايا كلها "غير حقيقية وباطلة وقد تم تلفيقها له لأنه أراد أن يأخذ ابنته بنين لتعيش معه بعيداً عن حياة أمها غير السوية".

العنف الأسري

أثارت تفاصيل القضية الكثير من المهتمين بالشأن الحقوقي، وطالبوا بتشريع قوانين تحد من العنف الأسري في البلاد. 

وترى المحامية كوثر سعدون أن قصة بنين ليست بالأمر الجديد في المجتمع العراقي، حيث الفقر والعنف الأسري والاحتيال والخيانة وفقدان التعليم وزج الصغيرات في ممارسة سلوكيات تؤثر على حياتهن ومصيرهن.

وتقول كوثر لـ "ارفع صوتك" إن "المتعارف عن هذه القضايا أن تبدأ بإهمال الأب لزوجته وأطفالها وتفضيل العيش مع امرأة ثانية على الرغم من أن الأولى باقية على ذمته، لتبدأ معها سلسلة من المشكلات التي قد يكون الأطفال فيها هم الضحايا، كما في قصة بنين". 

وتوضح أن "القضية معقدة ومربكة وفيها الكثير من التداعيات التي كانت نتيجة الإهمال والفقر اللذين يفضيان إلى العنف الأسري والضياع".

وترى المحامية أن تلافي مثل هكذا مشكلات وقضايا لن يكون إلاّ بتشريع بعض القوانين وكذلك تنفيذ غيرها لحماية الأسر من الضياع، وخاصة تلك التي تتعلق بمناهضة العنف الأسري وإلزامية التعليم.

وتشير كوثر إلى أن الكارثة الأكبر تتمثل في الفقر الذي يدفع الزوجة للتنازل عن حقوقها بالقانون عبر الطلاق مقابل الارتباط بزوجها من جديد بسرية كحيلة للحصول على راتب الرعاية، "لأن اللجوء لمثل هذه الأمور يعني القدرة على ارتكاب جرائم أكثر خطورة لا يهم أن يُستغل الصغار في تنفيذها".