وهناك أسباب كثيرة لهدر الطعام عند التوصيل وتبدو مشكلة هدر الطعام صعبةً بعض الشيء، ولكن يمكننا التقليل منها عندما تصبح لدينا رؤية أوضح عن حجم الطلبات وبيانات تفضيلات العملاء. فالمطاعم ليست الجانب الوحيد المسؤول عن هدر الطعام، حيث ينتهي حوالي عُشر الطعام الذي تطلبه الأسر في النفايات على شكل بقايا طعام. ولهذا فإن الطلب الزائد عن الحاجة تحدٍ آخر تستطيع المطاعم مواجهته من جانبها حتى وإن لم تستطع التأثير على سلوك العملاء بعد أن يغادر الطلب المطعم.
ويجب التركيز على موضوع إدارة المخزون حيث تعتبر إدارة المخزون في المطاعم من الأمور بالغة الصعوبة والدقة، فهناك المكونات الطازجة والجافة والمجمدة والتي تختلف احتياجات تخزينها وفترات صلاحيتها. ومن الوارد أن ترتفع كميات الغذاء المهدور في حال عدم إدارة المخزون بالشكل الصحيح قبل تلقي الطلبات. إن أساس طلب الكميات المناسبة من المخزون لتقديم خدمة ما هو التنبؤ الدقيق بالطلب ليوم معين، وتلك ليست مهمة سهلة ولكن بوسع مالكي المطاعم دراسة الأداء السابق في فترات مماثلة لتقدير كميات المخزون اللازمة والطعام الذي ينبغي إنتاجه. والأمر المبشر هنا هو أن المطاعم تحصل على رؤية مفصّلة ودقيقة للبيانات عندما تستخدم المنصات الرقمية وأدوات الطلب عبر الإنترنت لطلبات التوصيل، وفي حال وجود أنظمة تقنية مناسبة تتواصل فيها أنظمة الطلب وشركاء التوصيل والتقنيات الأخرى معاً، فسيكون بوسعها إعداد التقارير والتوقعات التي تدعمها في التنبؤ بأكبر قدر ممكن من الدقة.
وأخيرا يعدّ هدر الطعام من خدمات التوصيل الخارجي مشكلة كبيرة، ولكن هناك عدداً من طرق معالجتها كما رأينا، سواء في المطعم أو بعد مغادرة الطعام للمطبخ. وبإمكان المطاعم الاستفادة من مقاييس توصيل الطعام لمساعدتها في تقليل كميات الطعام المهدور، كما يمكن أن يعود ذلك بمنافع عديدة على الأعمال، من تحسين المخزون وضبط الإنتاج إلى تسهيل وتوضيح عملية الطلب عبر الإنترنت وتحسين تجربة العملاء.