الرئيسية » تقارير نسوية » الرسالة الاخبارية » مشـــروع نســـاء الشـــام - نشرة اخبارية »  

فيديو| "نساء الشام".. دور الرجال في تعزيز دور النساء سياسيا واقتصادياً ..!
04 تموز 2022

 

رام الله-نساء FMناقشت الحلقة الثامنة والعشرين من برنامج نساء الشام الذي نقدّمه ضمن مشروع قريب للوكالة الفرنسية للتنمية الإعلامية (CFI)، والمموَّل من الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) عن دور الرجال في مساندة ومناصرة النساء وتعزيز دورهن سياسيا واقتصادياً.

فرغم الجهود الكبيرة التي تبذلها المؤسسات العاملة في مجال المرأة في الوطن العربي واستهدافها للنساء بهدف رفع وعيهن بحقوقهن وتعريفهن بأنجع الطرق للمطالبة بها وتحقيقها، إلّا أنّ أثر تلك الجهود لا يتناسب مع حجمها وعدد الفعاليات والأنشطة والورش التدريبية التي تستهدف النساء بهدف التغيير.

يرى كثيرون أنّ العمل النسوي لن يأتي بنتائج حقيقية طالما لم يستهدف الرجال والنساء على حدّ سواء، حيث تذهب الزوجة أو الابنة أو الأخت إلى الورشات وتعود جاهزة للمطالبة بحقوقها وإعلاء صوتها بينما يكون زوجها أو أخوها أو والدها في عالم آخر مختلف تماماً وقد لا يفهم حتى ما الذي تتحدث عنه.

هذا ينطبق أيضاً على صنع القرار السياسي والاقتصادي، فإن لم نقم باستهداف صنّاع هذا القرار من الرجال كيف يمكن لهم أن يتحركوا لمساندة النساء وتحقيق المساواة لهن؟

من جهتها، أكدت مديرة منظمة أبعاد- لبنان السيدة غيدا عناني، أنّه لا يمكن الحديث عن معادلة من الشراكة والتكامل والمساواة ما لم يتم استهداف طرفيْ المعادلة في التخطيط والبرامج والرؤية، للوصول إلى الشراكة الكاملة والحقيقية، إضافة إلى وجود مشكلة أخرى تتمثل باختزال العمل النسوي بأنّه مناهضة للرجال أو أنّه حرب بين الرجال والنساء وليس شراكة بينهما لتحقيق الأهداف.

وأشارت عناني إلى أنّ إحدى المشاكل التي يواجهها المجتمع العربي تتمثل بالتنميط الذي وقع ضحيته الرجل والأنثى على حد سواء، حيث وضع المجتمع صوراً نمطية يتوقع الحصول عليها من كلّ من الذكر والأنثى، مؤكدة أن هذا يعود إلى التربية الذكورية التي يتم اعتمادها في تربية الذكور والإناث على حد سواء.

ولفتت عناني إلى اعتماد سياسة إدماج الرجال والشباب والفتيان في عمل منظمة أبعاد بهدف تحقيق أهداف المنظمة المعتمدة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة التي تتمثل بتحقيق المساواة بين الجنسين كشرط أساسي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ومن جهته أكد الخبير النفسي والناشط الاجتماعي ورئيس جمعية العلوم النفسية الأردنية د. عاطف القاسم، أننا نعيش في مجتمعات غارقة في الذكورية حيث يشير التاريخ إلى عقدة التفوق الذكوري والثنائية التي تضع للرجل صورة مثالية بينما تنظر للأنثى وكأنها أقلّ إنسانيةً من الرجل، ويرى د. القاسم أن هذا التكوين النفسي الذي تربينا عليه يفضّل الرجل على المرأة ويضع الرجل موضع المسؤولية والعقلانية، في حين يلصق بالمرأة الصفات النمطية المتمثلة بوصفها بكثرة الكلام ومضيعة الوقت والمبالغة بالتركيز على التفاصيل.

وشدد د. القاسم على أهمية ممارسة الحكومات لدورها في وضع الاستراتيجيات الوطنية للنهوض بالمرأة وإعطائها الدور الذي تستحقه، حيث إنّ الجهود المبعثرة تركز على الاحتياجات الفورية بينما يحتاج المجتمع العربي للتركيز على الحاجات الاستراتيجية والتخلص من جميع المعيقات من خلال جهود دولية منظمة تستغل كل القدرات والإمكانيات الموجودة لدى المرأة، مع وجود الرجل كشريك استراتيجي فيها.

وبدوره، أكد الطبيب الاستشاري والخبير العراقي في شؤون الأسرة والمقاصد القرآنية د. عمار وجيه، أن القرآن في ذكره للمرأة أكد على علاقتها التشاركية مع الرجل في مختلف نواحي الحياة، مؤكداً أن هناك خلطاً بين ما جاء به القرآن وبين ما تم توارثه قبلياً عبر سنوات طويلة ويظنه البعض من الدين رغم أن فيه تهميشاً وإهانة للمرأة.

ولفت د. وجيه إلى أن المرأة في العراق دخلت في الأجهزة التشريعية بنسبة 25% لكن مشاركتها في الأجهزة التنفيذية ما زالت متواضعة، مشدداً على أنّ التغيير يجب أن يبدأ من التربية في الحضانات والروضات على حقوق المرأة وواجباتها، وأن هناك حاجة ماسة لإعطاء المرأة حقوقها دون أن تعمّ صورة نمطية مفادها أن المرأة المقلدة للغرب هي التي تحصل على حقوقها، وإنما يجب إعطاء الحقوق للجميع دون ربطها بصورة المرأة وطبيعتها الاجتماعية.