الرئيسية » تقارير نسوية » صحتك »  

دراسة: إرضاع طفلك طبيعيا لمدة عام أو أكثر يمنحه نقاط ذكاء إضافية
20 تشرين الأول 2022

 

رام الله-نساء FM-بعد إغلاق أكبر مصنع لحليب الأطفال بالولايات المتحدة بسبب الاشتباه في حادث تلوث، تزاحم الآباء للعثور على حليب الأطفال، وعملت المصانع على مدار الساعة لإنتاج المزيد، وتمت الاستعانة بطائرات الشحن العسكرية لنقل الحليب من الخارج، ودفعت أرفف المتاجر الفارغة بعض الأمهات إلى التفكير في تجربة الرضاعة الطبيعية.

وبحسب الإذاعة الوطنية العامة (NPR)، فإن التسويق القوي من قبل صناعة حليب الأطفال التي يبلغ حجمها 55 مليار دولار بالولايات المتحدة وخارجها، أحد أسباب العزوف عن الرضاعة الطبيعية.

وقال الخبير الاقتصادي في جامعة كاليفورنيا، كادي روس، "يجب أن نفهم أن حليب الأم جزء من أنظمة الغذاء، وأن الثدي هو أقصر سلسلة إمداد بحليب الأطفال"، وهو ما أيدته الدكتورة ميليسا بارتيك، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد، بقولها "إذا فعلنا المزيد لدعم الرضاعة الطبيعية، فلن نكون في هذه الفوضى".

لكن المفارقة أن دراسة حديثة صدرت في نفس التوقيت، تحض على الرضاعة الطبيعية، لعلاقتها برفع معدل الذكاء لدى الأطفال عندما يكبرون.

الدليل الأول

في عام 2015، نُشرت دراسة كبرى أجريت في البرازيل، تابع فيها الباحثون قرابة 6 آلاف طفل من مختلف المستويات الاجتماعية، منذ الولادة حتى بلغوا من العمر 30 عاما، وكشفت عن وجود ارتباط بين الرضاعة الطبيعية ومستوى الذكاء، بعد ملاحظة أن الأطفال الذين رضعوا طبيعيا لفترة أطول، سجلوا درجات أعلى في اختبارات مستوى الذكاء بعد بلوغهم، بفارق 4 درجات عمن لم يحصلوا على الرضاعة الطبيعية.

وقال الدكتور برناردو ليسا هورتا، المشرف على الدراسة، لصحيفة الغارديان (the guardian) البريطانية، إن دراسته "تقدم الدليل الأول على أن الرضاعة الطبيعية المطولة لها تأثير على تحسين التحصيل العلمي والنجاح العملي مستقبلا". لكن خبراء قالوا إن نتائج الدراسة غير مؤكدة، وإن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث.

دراسة جديدة داعمة

وجاءت دراسة حديثة من جامعة أكسفورد، في المملكة المتحدة، نُشرت منذ أيام، وتؤكد أن الأطفال الذين يرضعون طبيعيا لمدة عام أو أكثر، سجلوا أفضل النتائج في مهارات التفكير، كما حققوا نقاط إضافية في مؤشر الذكاء، بصرف النظر عن القدرات المعرفية أو الحالة الاجتماعية والاقتصادية للأم، وأن الأطفال الذين يحصلون على حليب أمهاتهم لفترة أطول، يحققون درجة أعلى في اختبارات التفكير في سن المراهقة.

وأشارت الدراسة المذكورة إلى أن "حليب الأم يحتوي على أحماض دهنية متعددة غير مشبعة، وعناصر مغذية مثل الحديد، تساعد على نمو أدمغة الأطفال، وتجعلهم أقل عرضة للأمراض، مما يُنمي ذكاءهم ويُقلل من تغيبهم عن المدرسة".

طفولة ومراهقة أفضل

وبحثت الدراسة في العلاقة بين مدة الرضاعة الطبيعية ومهارات التفكير لدى الأطفال، وشملت أكثر من 7800 طفل بريطاني، تمت متابعتهم لمدة 14 عاما، وتقسيمهم إلى 4 مجموعات، الأولى تضمنت أطفالا تم إرضاعهم طبيعيا لمدة تقل عن شهرين، في حين رضع الأطفال في المجموعة الثانية من شهرين إلى 4 أشهر، وفي المجموعة الثالثة من 4 إلى 6 أشهر، وفي الرابعة لأكثر من عام.

واتضح أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية لفترة أطول، كانوا أفضل في الاختبارات المعرفية، حيث كان أداء الأطفال الذين رضعوا رضاعة طبيعية لمدة 4 إلى 6 أشهر، هو الأفضل في اختبار الذاكرة والاستدلال والوعي المكاني، في سن السابعة، وكانوا أفضل بدرجة أقل في سن الخامسة، مقارنة بالأطفال الذين لم يرضعوا قط.

 

أما من يبلغون من العمر 11 عاما، فقد ارتكبوا أخطاء أقل في اختبارات قياس الوعي المكاني ومهارات حل المشكلات.

كما لوحظ أن أقوى ارتباط بين الرضاعة الطبيعية ومهارات المفردات اللغوية يكون لدى الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 14 عاما، فقد وجد الباحثون أن من يرضعون طبيعيا لفترة تزيد على سنة، حققوا أفضل أداء في اختبارات المفردات في سن 14 عاما، مقارنة بالمراهقين الذين لم يرضعوا، وأشارت الدراسة إلى أن الفروق في الدرجات تعادل 3 نقاط معدل ذكاء.

وخلصت الدراسة، إلى أن الرضاعة الطبيعية لفترة أطول، قد تعزز ذكاء الأطفال و"لا ينبغي الاستهانة بها".

 

 

مكاسب مهمة

يقول المشرف على الدراسة، الدكتور رينيه بيريرا إلياس، لصحيفة "ديلي ميل" (daily mail) البريطانية "إذا زاد معدل ذكاء الأطفال، في المتوسط، بنحو 3 نقاط، فيمكننا أن نرى لديهم اختلافات مهمة، تجعلنا نوصي بدعم النساء اللواتي يرغبن في الرضاعة الطبيعية".

فلم يرضع ما يقرب من ثلث الأطفال الذين شملتهم الدراسة رضاعة طبيعية أبدا، كما أن 23% منهم فقط، تم إرضاعهم من الثدي لمدة 6 أشهر على الأقل.

ورغم أن منظمة الصحة العالمية تنصح الأمهات بإرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية حصرية لمدة 6 أشهر على الأقل، مؤيدة أن "الأطفال الذين يرضعون طبيعيا يحققون نتائج أفضل في اختبارات الذكاء"، فإن هناك حوالي 48% فقط من الأمهات البريطانيات، و52% من الأميركيات، يلتزمن بالرضاعة الطبيعية لهذه المدة.

كما وجدت دراسة نُشرت في عام 2021، أن 3 دول فقط من بين 94 دولة شملتها الدراسة، من المتوقع أن تصل إلى هدف منظمة الصحة العالمية، وهو انتشار الرضاعة الطبيعية الحصرية بنسبة 70% بحلول 2030.

كذلك، أوصت "الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال" (AAP) بأن يتغذى معظم الأطفال بحليب الأم حصريا خلال الأشهر الستة الأولى، لكن في عام 2018، حقق طفل واحد فقط من بين كل 4 أطفال ولدوا في الولايات المتحدة هذا الهدف.

ومع ذلك، ينبه إلياس إلى أن نتائج الدراسة -رغم أهميتها- لا ينبغي أن تسبب القلق للنساء اللواتي لم يُرضعن، أو لم يكن بإمكانهن الرضاعة الطبيعشية، "لأن المكاسب في معدل ذكاء الأطفال الذين يرضعون لأشهر، مقارنة بالأطفال الذين لم يرضعوا، لا تتعدى نقطتين إلى 3 نقاط".

 

المصدر : مواقع إلكترونية