الرئيسية » تقارير نسوية » نساء فلسطينيات »  

في يوم الأم .. أطفال الأسيرة “فدوى حمادة” يبكون غيابها ويفتقدون حنانها وينتظرون عودتها
21 آذار 2022

 

جنين –نساء FM لم يشارك الطفل محمد منذر حمادة 8 أعوام، أقرانه مشاعر الفرح خلال إحياء مدرسته مناسبة يوم الأم، فقد انتابته مشاعر الحزن والألم لغياب والدته الأسيرة فدوى نزيه حمادة، التي غيبها الاحتلال واستقبلت هذه المناسبة المهمة لكل أم في سجن الدامون، فعاد لمنزله في بلدة صور باهر، باكيًا حزينًا.

يقول الوالد منذر حمادة: “يوم الأم مناسبة مؤلمة وصعبة جدًا بالنسبة لأطفالنا، لعدم وجود والدتهم وحرمان الاحتلال لهم من رؤيتها، والفرح والاحتفال معها في هذه المناسبة، التي اعتادوا فيها على تقديم الهدايا لوالدتهم، ومما زاد حزن أطفالي، مشاهدتهم أقرانهم الصغار يشترون ويقدمون الهدايا لأمهاتهم، لكن الألم خيم عليهم في ظل الفراق القسري المستمر، وأمنيتهم الوحيدة، أن تكون والدتهم معهم قريبًا لينعموا كما باقي الأطفال بحنانها ونعمة وجود والدتهم معهم دائمًا”.

ويضيف زوج الأسيرة “فوجئت وتألمت كثيرًا عندما عدت أمس للمنزل، وشاهدت طفلي الصغير محمد داخل غرفته، يجلس في الظلمة وهو يحمل صورة والدته ويبكي لشوقه لها، وتأثره لأنها لم تحضر كباقي الأمهات لمدرسته ومعايدتها .. بكيت وصدمت من هول المنظر الذي لن أنساه أبدًا”.

والأسيرة فدوى، أم لخمسة أطفال قضوا أعمارهم بعيدًا عن حضن والدتهم، فأكبر أطفالها 12عامًا وأصغرهم 4 سنوات وهم ينتظرون كما يقول والدهم الذي يكرس حياته لرعايتهم ومتابعة زوجته: “تحرر والدتهم في كل مناسبة، ولا يوجد كلمات تعبر وتصف حالة ومشاعر أطفالي الذين لا يتوقفون عن الحديث والمطالبة برؤية والدتهم معهم .. أطفالي في حالة اشتياق كبيرة لها .. لم ينسوا حنانها ومحبتها ورعايتها وطعامها الذي كانت تصنعه بيديها، عدا عن الحلويات التي كانت تتفنن فيها بالمناسبات و يتذكرونها بشكل دائم .. فأي شريعة وقانون يجيز هذا الظلم الذي يدفع ثمنه صغاري ووالدتهم؟”.

في مخيم شعفاط، ولدت الأسيرة فدوى قبل 34 عامًا، هناك نشأت وعاشت وتعلمت في مدارس الأونروا، ثم انتقلت كما يروي زوجها، مع أسرتها عام 2000 لبلدة صور باهر، وأكملت تعليمها، وبعد نجاحها في الثانوية العامة، انتسبت لكلية الطيرة في رام الله وحصلت على شهادة إدارة فنادق، كما حصلت على شهادة أخرى في القدس تخصص محاسبة، وتزوجت بتاريخ 16-10-2009، ويضيف زوجها: “عشنا حياة أسرية سعيدة بعدما رزقنا بخمسة أطفال، كرست حياتها لرعايتهم وتربيتهم حتى اعتقلها الاحتلال بتاريخ 12/8/ 2017، بالقرب من باب العامود”.

يروي الزوج، أن الاحتلال احتجز زوجته لأكثر من 85 يومًا، وسط ظروف اعتقالية صعبة وقاسية، وضغوط نفسية رهيبة في زنازين سجن الجلمة، وتعرضت للعزل فيه، وبسجون الرملة والدامون، وعانت من مضاعفات صحية كثيرة من أثار التحقيق، لكن الاحتلال أهمل علاجها، واستمر في تمديد توقيفها حتى حوكمت بالسجن الفعلي لمدة 10 سنوات وغرامة مالية 30 ألف شيكل بتهمة التخطيط لتنفيذ عملية طعن .. لم تراعي المحكمة ظروفها وحالتها الصحية، وأقرت الحكم التعسفي والظالم رغم معاناتها من أمراض الكولسترول والضغط وأورم في قدميها، وطوال سنوات اعتقالها، تعرضت للإهمال وحتى اليوم لم تقدم لها العلاجات اللازمة، وبالتالي هذا احتلال لايعرف أم أسيرة أو زوجة مريضة، ويتفنن في العقاب والانتقام”.

وبخصوص عزل الأسيرة فدوى ، قال زوجها، إن: “الاحتلال لايعتني بالأسيرات بشكل عام، فكيف له أن يهتم بالأسيرات الأمهات والمريضات، فالعزل الانفرادي، هو سياسة واجراء تحاول ادارة السجون قدر المستطاع من خلالها ان تحطم عزيمة الأسير أو الأسيرة، لكن بوحدتهم وتلاحمهم ووعيهم، معنوياتهم دومًا عالية، والجميع أقوى من الاحتلال وسجونه .. الاحتلال عاقب فدوى بالعزل الانفرادي مرتين، فأمضت 70 يومًا في المرة الاولى، و110 أيام في المرة الثانية بذرائع وحججة واهية، وقد حرمت من كافة حقوقها، وعانت الكثير من الظروف المأساوية التي فرضت عليها حتى انتهى العقاب التعسفي وعادت لقسم الأسيرات الأمنيات في سجن الدامون”.

تتعدد صور معاناة أبناء الأسيرة فدوى في غيابها، ويكافح والدهم للتخفيف عنهم ورفع معنوياتهم وشد أزرهم، وتعزيز علاقتهم بوالدتهم من خلال الحديث الدائم عنها وزيارتها وتشجيعهم على كتابة الرسائل وارسال بطاقات المعايدة لها، ويقول: “لا يوجد أحد في العالم يمكن أن يسد مكان والدتهم، أطفالي الخمسة في حالة شوق وسؤال دائم عن والدتهم، ولاتنتهي تساؤلاتهم اليومية، وأسألتهم بصراحة صعبة جدًا، ولاإجابة أصعب عن السؤال الدائم، متى ستعود أمنا؟”.

ويضيف: “طفلتنا مريم تبلغ من العمر اليوم 5 سنوات، تركتها والدتها وهي بعمر 4 أشهر، لكنها حاليًا متعلقة فيها.على الرغم من أنها زارتها عدة مرات فقط، وكل يوم تتحدث بشوق عنها خاصة بعدما احتضنتها قبل شهر، وتمكنت خلال زيارتها من إدخال الورود لها دون أن يشعر الاحتلال بذلك .. بشكل مستمر، يكتب أطفالي الرسائل لوالدتهم، ونرسلها عن طريق البريد على أمل الحرية والفجر الجديد، وبعض الرسائل تصلها عندما تسمح الادارة لتتحرر من وجع الغياب”.

في يوم الأم ، يقول والد الأسيرة فدوى حمادة: ” أطفالي عادوا من مدارسهم بعد إحياء المناسبة، في حالة وجع وألم وحزن، لكن لن نفقد الأمل بعودتها لنا ومشاركتنا كل المناسبات السعيدة والفرح بحريتها .. رسالتي بهذه المناسبة للمؤسسات و منظمات حقوق الإنسان، هناك تقصير كبير بقضية الأسيرات ويجب التحرك ومتابعة مشاكلهن وهمومهن ومؤازرتهن، أما بطاقة معايدتنا لزوجتي: لن ننساك أبدًا، ونتمنى الفرج القريب لك ولكافة الأسيرات”.

المصدر: “القدس” دوت كوم – علي سمودي