الرئيسية » تقارير نسوية » الرسالة الاخبارية » نساء فلسطينيات »  

الطالبة طيبة أبو قذيلة.. فنانة تكرس ريشتها للتعبير عن واقع وأحلام شعبنا
02 شباط 2022

 

جنين ––نساء FMتحول الرسم لموهبة فنية تعبر عن مشاعر وأفكار ورؤية الطالبة الفنانة طيبة علي أبو قذيلة، حتى أصبح الفن والريشة ورغم صغر سنها، جزء رئيسي من حياتها وعالم أحلامها حققت من خلاله الإبداع والتميز ووضعت بصمتها الشخصية التي حظيت بدعم وتشجيع من أسرتها التربوية والعائلة، بعدما أنجزت سلسلة من الأعمال الفنية الرائدة.

وتقول الفنانة أبو قذيلة في حديث لـ “القدس”، “بعدما أدركت قيمة واهمية ودور هذا العالم الواسع والكبير، وتأثيره الإيجابي على شخصيتي وحياتي ومجتمعي وبلدي وحتى دراستي، لم أعد أترك أدوات الرسم من يدي، وكلما أنجزت لوحة، ازدت التصاقًا وتعلقًا في الرسم وتطوير قدراتي للوصول لمراحل متقدمة تؤهلني لأمثل فلسطين وإيصال رسالة شعبي “.

وفي قرية تعنك إلى الغرب من جنين، أبصرت الفنانة الموهوبة طيبة النور قبل 16 عامًا، وسط عائلة محافظة وملتزمة بالعادات والتقاليد، لكن أكثر من شجعها ودعمها على إكمال مشوارها وتطوير موهبتها التي برزت، كما تقول “على مقاعد الدراسة في قريتنا خلال عصر الكورونا، لأن الفن موهبة جميلة وأصيلة ومالكها صاحب روح وقيم ورسالة مؤثرة، اكتشفت موهبتي بالصدفة، اعتبرها أجمل الصدف ومحطة وتجربة في حياتي”.

وتوضح الفنانة أبو قذيلة، أن ظروف كورونا أثرت على الدراسة والدوام وأوقفت التعليم، وعندما أصبحت حياتها ملئية بالفراغ الكبير، توجهت للرسم لاستغلال الوقت وتعلم شيء مفيد في حياتها، مضيفةً “خطواتي الأولى، بدأت بنقل رسومات متنوعة تعبر عن واقعنا كطلاب وخاصة فايروس كورونا وأثره في الحياة، ثم توجهت لابتكار وتصميم ورسم لوحات من وحي خيالي مرتبطة بالواقع، وكانت المفاجأة، نجاحي وتشجيع الجميع حولي، وفرحت كثيرًا، كلما سمعت عبارة لوحاتك فنية ورسوماتك جميلة”.

وتضيف: “قررت تطوير قدراتي وإمكانياتي من خلال دراسة عالم فن الرسم، واعتمدت على نفسي والتحقت بعدة دورات ومراكز، وتعلمت المزيد من الفنون التشكيلية والتعبيرية والبورترية حتى اكتسبت المزيد من الخبرات والتجارب”.

وشكل ذلك، انطلاقة جديدة في حياة وموهبة الطالبة طيبة أبو قذيلة، التي حرصت على تعلمها وإتقان فن الرسم، فأطلقت العنان لمخليتها لتبدع وتبتكر، وحولت غرفتها في منزلها لمرسمها الخاص، الذي يزخر بأدواتها الريشة وأقلام الفحم والرصاص وأدوات الدمج وغيرها، وتقول عن ذلك : “أصبح اهتمامي بالرسم أكبر وأوسع، وركزت على الشمولية في المواضيع التي تركز على الواقع الفلسطيني، خلال فترة كورونا، رسمت عن الكمامات والإصابات ومعاناة وقلق الناس وغيرها”.

وتضيف “لا يمكن للفنان أن ينجح ويتقدم إذا لم يكن منصهرًا مع وعيه وقدراته وأفكاره وتجليات واقعه، فكان المشهد السياسي حاضرًا بلوحاتي، حيث رسمت عن الأسرى والحرية وفلسطين، وعن العودة والقدس والمسجد الأقصى”.

وتعتبر الطالبة طيبة أبو قذيلة أن من أهم عوامل نجاحها، دعم أسرتها وإيمانها الراسخ بالرسم والفن، مما منحها مكانة مرموقة في هذا الوسط في عالمها، وتقول: “نجاحي وتقدمي يرتبط بتشجيع عائلتي وأقاربي وصديقاتي ومعلماتي الذين شجعووني لمواصلة موهبتي ورسوماتي للوصول لطموحي الكبير الذي أتمناه”، وتضيف: “من متطلبات التميز في الفن، إحساس الفنان بموهبته وحبه لموهبته وفنه مما يمنحه سمة الإبداع والتفنن والإنجاز بشكل مستمر”.

ومن وحي تجربة نجاحها، تنصح الفنانة أبو قذيلة، كل صاحب موهبة على التمسك بها وتطويرها لتشكل الطموح الأسمى الذي يسهل دربه نحو أحلامه، أما طموحها اليوم، كما تعبر عنها، أن تمثل فلسطين كفنانة ملتزمة لإيصال رسالة “الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقرار والأمان، والتأكيد للعالم، قدراته وملكاته الفنية التي تعبر عن أحلامه رغمًا عن الاحتلال والحصار والألم والقهر “.

 

المصدر : علي سمودي-القدس دوت كوم