الرئيسية » عالم المرأة »  

صوت| حب التملك عند طفلي.. كيف أتعامل معه ؟
19 كانون الثاني 2022

 

رام الله-نساء FM-نتعرّض كلّنا كآباء وأمهات لهذا الموقف: نذهب لزيارة أحد الأقرباء أو الأصدقاء ونجلس معًا للحديث وقضاء وقت ممتع، وفجأة نسمع بكاء أحد الأطفال حيث يبدأ الشجار بين طفلنا والطفل الذي نزوره في منزله؛ وعند محاولة معرفة سبب هذه المشاجرة والبكاء نسمع جملة “قد أخذ مني لعبتي”.

 وأحيانًا تمضي الزيارة بسلام، لكن عند لحظة الخروج من المنزل تبدأ المشكلة عندما يأخذ طفلنا لعبة الطفل الآخر ويريد أن يأخذها معه إلى منزلنا ويُردّد جملة هذه لعبتي وأريد أن آخذها معي. في العادة يطلب منّا أصحاب المنزل الذي نزوره أن نسمح لطفلنا أخذ اللعبة التي يبكي بسببها، ويقولون لنا إن طفلهم يملك لعبًا كثيرة وأنه لا يجب أن نترك طفلنا يبكي بسبب شيء بسيط كهذا، وأحيانًا يحدث هذا السيناريو بالعكس ونكون نحن المُستضيفون ونُحاول مساعدة العائلة الأخرى في هذه الأزمة بأن نعرِض عليهم أخذ لعبة طفلنا لابنهم الذي يبكي عليها.

وتقول الاخصائية الاجتماعية ميسون ماضي، في حديث مع "نساء إف إم" ضمن برنامج ترويحة،  إن حبّ التَملُك عند الأطفال يبدأ من سن السنة تقريبًا عندما يبدأ الطفل بالحركة بشكل أفضل وباللعب بألعابه، ويزيد أكثر عند بلوغ العامين لأن إدراك الطفل يزيد وقدرته على اللعب تصبح أفضل، وحُبّ التَملُك عند الأطفال صفة طبيعية تَتكوّن داخل الإنسان كما ذكرنا بدايًة من سنّ العام أو أكثر قليلاً، فكلّ الأطفال يمرّون بهذه المرحلة ويتصرّفون بهذه الطريقة، وبالفعل يمكن أن نرى طفلًا يزيد عنده حُبّ الامتلاك أكثر من طفل آخر لكن بشكل عام هذه صفة سائدة  لدى الأطفال في هذا السن.

واضافت "كما ان هناك العديد من الطرق التي نستطيع من خلالها تحويل الامتلاك من الجانب السيء الى الجيد من خلال، ان يتعلّم الطفل مبدأ أن له أغراضه الخاصة وللآخرين أيضًا أغراضهم؛ فَلكي نُرَسِّخ هذا المبدأ لدى الطفل يجب أن يكون للطفل أغراضه الخاصة؛ كالألعاب أو كوب الشرب أو طبق الطعام والملابس فيشعر الطفل أنه يملك هذه الأشياء بمفرده."

وتابعت،  "وعندما نُعطي الطفل غرضًا من أغراضه نقول له مثلًا: هل تُريد أن تشرب في الكوب الخاصّ بك؟ لكي نُشبع داخله غريزة حُب الامتلاك الطبيعية بشكل صحيح. وإذا أردنا استخدام غرض من أغراض الطفل مثلًا وجلسنا معه لِلعب وأَمسكنا لعبة من ألعابه يجب أن نسأله أولًا هل يمكن أن ألعب بهذه اللعبة؟ لكي أُعزّز لديه مبدأ أني أحترمه، ولُأعَلمه كذلك فكرة الاِستئذان واحترام ملكية الآخرين لأغراضهم. "

وقالت : يجب أن نتذكّر جيدًا أن ما يَتعلّمُه الطفل ويَتعوّد عليه في صغره سيكبر وهو مقتنع أن هذا هو التصرّف الصحيح وسوف يتصرّف بهذه الطريقة طوال عمره.