الرئيسية » نساء في العالم العربي »  

نبشت واقعنا العربي وحياة الغربيين.. رحيل الفنانة اللبنانية الأميركية إتيل عدنان
16 تشرين الثاني 2021

 

رام الله-نساء FM-رحلت عن عالمنا الروائية والشاعرة والرسامة والمؤلفة المسرحية اللبنانية الأميركية، إتيل عدنان، في باريس، الأحد، عن عمر 96 عاما، بعد حياة حافلة بالكتابات المؤثرة، أشهرها رواية عن الحرب الأهلية في لبنان.

المؤرخ اللبناني فواز طرابلسي نعاها في حسابه على فيسبوك قائلا: "رحلت الفنانة، الشاعرة، الروائية، وفوق ذلك المرأة العظيمة. سورية الأب يونانية الأم بيروتية المنشأ لبنانية التبني عربية الخيار وإنسانية الانتماء والرؤية والفكر".

عدنان، التي ترعرعت في بيروت، وأمضت معظم حياتها بين باريس وكاليفورنيا، ظلت لسنوات شخصية أدبية دولية مرموقة، وكان نثرها الغنائي يتردد لدى أجيال من الكتاب الشرق أوسطيين، وفق تقرير خاص لصحيفة نيويورك تايمز عنها.

وروايتها الأكثر شهرة هي "Sitt Marie Rose" (الست ماري روز) التي صدرت عام 1977 وتستند  إلى قصة حقيقية تدور حول عملية اختطاف خلال الحرب الأهلية في لبنان، "وتُروى من منظور المدنيين الذين عانوا ويلات الصراع السياسي الوحشي في البلاد"، وأصبحت تلك الرواية من كلاسيكيات أدب الحرب، وتُرجمت إلى نحو 10 لغات وتدرس في الفصول الدراسية الأميركية، وفق الصحيفة الأميركية.

ولدت إتيل عدنان في بيروت لأم مسيحية يونانية وأب سوري مسلم، كان ضابطا في الجيش العثماني، وزميلا سابقا لمصطفى كمال أتاتورك، الأب المؤسس لجمهورية تركيا.

التحقت بالمدرسة العليا للآداب في بيروت، حيث ألفت قصائدها الأولى، وغادرت لبنان عام 1949 لدراسة الفلسفة في جامعة السوربون بباريس من خلال منحة دراسية.

وفي 1955، انتقلت إلى الولايات المتحدة للدراسات العليا في الفلسفة في جامعتي كاليفورنيا، وهارفارد، قبل أن تستقر في كاليفورنيا في نهاية السبعينيات.

وتقول سيرتها الذاتية إنها انطلاقا من شعورها بالارتباط والتضامن مع حرب الاستقلال الجزائرية، بدأت في مقاومة الآثار السياسية للكتابة بالفرنسية وحولت تركيز تعبيرها الإبداعي إلى الفن المرئي وأصبحت رسامة.

وبعد مشاركتها في حركة الشعراء المناهضة لحرب الولايات المتحدة في فيتنام، بدأت في كتابة القصائد وأصبحت، على حد تعبيرها، "شاعرة أميركية".

في عام 1972، عادت إلى بيروت وعملت محررة ثقافية في صحيفتين يوميتين ومكثت في لبنان حتى عام 1976.

وبعد اندلاع الحرب الأهلية، انتقلت إلى باريس، حيث كتبت رواية "الست ماري روز". وفي 1977 توجهت إلى كاليفورنيا واستقرت هناك مع زيارات متكررة لباريس.

كتبت في أشعارها ورواياتها عن الفتنة السياسية والعنف، مثل المجموعة الشعرية التي صدرت بالإنكليزية ثم تمت ترجمتها "نهاية العالم العربي"، وكتبت عن المدن والنساء ("إلى فوّاز")"، بالإضافة إلى مجموعات أخرى مثل "كتاب البحر"، و"باريس عندما تتعرى"، و"قصائد الزيزفون".

لفتت عدنان انتباه عالم الفن العالمي في أواخر الثمانينيات من عمرها، عندما تم إدراج لوحاتها الزاهية في معرض دوكيومنتا 13، في كاسل بألمانيا عام 2012، ثم في متحف ويتني للفن الأميركي، عام 2014، بالإضافة إلى العديد من المعارض الدولية الأخرى.

وفي عام 2014، حصلت على أعلى وسام ثقافي في فرنسا، وهو وسام "فارس الأدب".