الرئيسية » تقارير نسوية » عالم المرأة »  

صوت| اكتئاب ما بعد الولادة: حالة نفسية لا يجوز التقليل من مخاطرها
04 تشرين الثاني 2021

 

رام الله-نساء FM-ينتاب المرأة خليطٌ من المشاعر بعد ولادتها لطفلها، فتكون سعيدة ومتحمسة لرعايته ولاحتضانه، لكنها في الوقت نفسه تشعر بالخوف والقلق، وفيما من المفترض أن يتلاشى قلقها بسرعة وألا يدوم أكثر من أسبوعين بعد الولادة، تزداد مشاعرها السلبية أحيانا، لتصبح طويلة الأمد وأكثر حدة، ما يجعلها تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة.

وقالت الاخصائية النفسية شيرين الطحان، خلال حديثها "لنساء إف إم" خلال برنامج ترويحة : = إن "اكتئاب ما بعد الولادة هو حالة تسبب للأم أفكارا ومشاعر سلبية حادة وطويلة الأمد  ويرتبط تبط أعراض هذا النوع من الاكتئاب بانخفاض ملحوظ في مستويات الهرمونات في الجسم، ويوجد بعض العوامل التي يمكن اعتبارها كأحد مسببات الاكتئاب، القلق والتوتر، واكتئاب سابق، وتغيرات في الحالة المزاجية.

وبحسب شيرين أن ما يزيد من حالة الاكتئاب التي تعانيها المرأة هو ما إذا عانت اكتئابا في مرحلة ما من حياتها أو في حمل سابق، أو إذا ما ظهرت العوارض خلال فترة حملها، ومن الممكن أن تتعقد الأمور أكثر في حال كان حملها غير مراد أو غير مخطط له.

و قد تؤثر سلبا أحداث معينة كصعوبات الحمل أو المرض أو فقدان الوظيفة، ولعل الأصعب هو المشكلات في العلاقة الزوجية، أو رعايتها وحيدة لطفلها إذا ما كانت عزباء.

فيما بكاء الطفل المستمر وإلحاحه على تصرفات تتعبها ما يجعلها "تكرهه" أحيانا، والضغط الزائد إذا ما كان هو الطفل الثاني، أي إنها ترعاه وترعى الطفل الأول في الوقت نفسه، وملاحظات الأقرباء أو الحماة التي قد تكون مزعجة ومنتقِدة، كلها عوامل تسبب اكتئابها بعد الحمل بشكلٍ أو بآخر. حتى ان الصعوبة في الإرضاع تزيد من حالتها سوءاً، وأيضاً المشكلات المالية المترتبة عليها وعلى زوجها، واحتمال ابتعاد هذا الأخير عنها عاطفياً

لكن أكثر ما يثير قلق الأخصائية الطحان،  "هو ألا تقدر النساء على التحدث عن الأمر مع شخص يثقن به سواء من الأسرة أو مسؤولي الرعاية الطبية، ما يجعل المشاعر السلبية تتطور لدى النساء حتى تصل إلى التفكير في الانتحار".

وبحسب شيرين، يساعد تشخيص "اكتئاب ما بعد الولادة " وتوفير الدعم المطلوب للنساء المصابات به في مراحله الأولى على اختصار فترة الإصابة به وتقليل حدة المرض.

ويعالج اكتئاب ما بعد الولادة عبر عقاقير مضادة للاكتئاب وفي كثير من الأحيان لا يتطلب الأمر أكثر من مساعدة نفسية وسلوكية من جانب متخصصين.