الرئيسية » تقارير نسوية » الرسالة الاخبارية » اقتصاد »  

صوت| "الزيبار".. سموم تهدد الصحة والبيئة الفلسطينية
24 تشرين الأول 2021

 

 رام الله – نساء FM- بالتزامن مع بدء موسم قطاف الزيتون وبدء عمليات العصر  لإخراج زيت الزيتون، شكى مواطنون من الروائح الكريهة المنبعثة من بعض المعاصر، الأمر الذي يتسبب بتحسسات تنفسية للكثيرين، عدا كونها سببا في انتشار الحشرات.

هذا وتقدر  كمية مخلفات الزيتون "الجفت" بنحو 80 ألف طن سنويا في فلسطين، وفي إسبانيا ثلاثة ملايين طن سنويا، ومليون ونصف المليون طن في إيطاليا .

وحذر مختصون بالبيئة من أثر بقايا الزيتون المتمثل بالجفت والزيبار، على البيئة والمياه الجوفية والصحة العامة، ينادي آخرون بضرورة الاستفادة من هذه المخلفات في التدفئة والاعلاف، لا سيما مع ارتفاع كلفتهما على المواطن.

وحول ذلك، قال د.محمد الحميدي الخبير البيئي، في حديث "لنساء إف إم"، هناك اربعة اشكال من مخلفات الزيتون تبدأ من اغصان الزيتون في الارض وكذلك خلال عملية العصر، نتحدث عن اكياس ورق الزيتون الذي يتم فصله وهناك الجفت والزيبار وقد تكون بعضها يمكن التخلص بطرق سهلة واعادة تدويره  أما البعض يصعب التخلص منها وتترك روائح كريهة تجلب الحشرات.

واشار الحميدي الى أنه البعض يشتكي من روائح الزيبار حيث أن وتأثيره على التربة والمياه الجوفية سيء جداً ويترك رائحة اذا ما ترك بالأودية  مبيناً  أن المادة السائلة اذا تركت وانسابت  في قنوات مفتوحة خارج المعصرة قد يجد طريقه إلى المياه الجوفية وكذلك آبار الجمع  ما يؤدي لتلوث المياه.

وأوضح الحميدي أن الزيبار وبرائحته النفاذة ولونه الأسود، وتسببه بضرر بيئي كبير، لاحتوائه على نسبة عالية من المواد الخطرة على حياة الإنسان كالأحماض العضوية”، موضحا أن الزيبار “يؤثر على المياه الجوفية والأراضي الزراعية، ويتسبب بقتل الأشجار والنباتات، بخاصة وأنه ينقل عبر الصهاريج ويطرح في مناطق زراعية، تلحق أضرارا بيئية بهذه المناطق .

وأكد الحميدي أن هناك اشكالية في التخلص من المخلفات المصاحبة لعصر الزيتون ورغم أن موسم الزيتون في فلسطين من المواسم الهامة الا ان هناك اشكالية ايضاً  تتمثل في الارشاد الزراعي  والذي يجب أن يكون ارشاد منظم ومدروس وعلى أكثر من جهة حيث يجب أن يكون الارشاد مبني على ابحاث علمية وكيفية الوقاية وتعزيز السلامة والصحة المهنية لمن يقوم بالقطف وغيرها من الارشادات للوقاية من الحرائق وتغيرات المناخ وكذلك ارشاد يحمل وجهاَ اجتماعياً و وطنياً ومدروساً في تحويل الهبات الجماعية والعونة وان يكون هناك مأسسة بشكل فاعل لهذه الهبات  .

هذا وتوقّع مجلس الزيت والزيتون الفلسطيني أن يكون موسم الزيتون هذا العام "شلتوني" الإنتاج، وذلك للعام الثاني على التوالي، وهو الذي قال عنه إنه "أمر نادر الحدوث".

ويطلق مصطلح "الشلتونيّ" على الموسم الذي يكون إنتاج الزيتون فيه قليلًا، فيما تكون السنة "ماسية" إذا كان الإنتاج غزيرًا.

وبين المجلس في بيان له أنه في الموسم الماضي (2020) كان الإنتاج قليلًا لأن الإنتاج في العام التي سبقه (2019) كان وفيرًا، فلم تأخذ أشجار الزيتون حقّها في العناية، أما هذا العام فإن تقلبات المناخ والأحوال الجوية كانت السبب وراء ضعف الموسم. وأوضح أن من الأسباب التي أثّرت على موسم الزيتون هذا العام، أن فترة "المربعانية" في الشتاء كانت دافئة، وهو ما أدى إلى نمو خضري أكثر منه ثمري.

ولفت إلى وجود تباين كبير بين درجات الحرارة ما بين الليل والنهار، وهو ما أدى لزيادة أزهار الزيتون الذكري الذي لا "يعقد" عن الأنثوي الذي "يعقد".

وتشير إحصاءات رسمية فلسطينية إلى أن الاحتلال ومستوطنيه اقتلعوا منذ بداية العام الجاري أكثر من 15 ألف شجرة بالضفة الغربية بينها عدد كبير من أشجار الزيتون.

ووفق تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية والتجارة "أونكتاد"، فإن الاحتلال الإسرائيلي قطع 2.5 مليون شجرة في الأراضي المحتلة عام 1967، بينها 800 ألف شجرة زيتون.