الرئيسية » تقارير نسوية » عالم المرأة » الرسالة الاخبارية »  

صوت| الأم النرجسية.. ماذا لو كانت الأم مصابة باضطراب الشخصية النرجسية؟
13 تشرين الأول 2021

 

رام الله-نساء FM-النرجسية هي اضطراب بالشخصية وممكن أن يصيب أي شخص سواء الأم أو الأب أو الأخ، ويتملك المصاب  فيه شعور مبالغ بأهميته كشخص، بحيث تكون درجة إعجابه بنفسه عالية وليس لديه تعاطف مع الاخرين، مصاحب ذلك ثقة هشة بالنفس ويكون اكثر عرضة لإنتقاد الناس، هذا ما قالته أخصائية العلاقات الأسرية والإجتماعية ميسون ماضي، خلال برنامج "ترويحة".

وتضيف "الشخص النرجسي يدعي السعادة ولكنه من المستحيل أن يكون سعيد بحياته، لأن السعادة تكمن بالرضى والنرجسي لا يشعر به طوال الوقت، ولا سيما الأم النرجسية حيث النقد المستمر للزوج والابناء وعدم الرضا عنهم طيل الوقت".

"الأم هي الحياة"

وقالت ماضي إن الأم تعني الحياة، والإنسان يبقى صغيرا الى  حين تتوفى أمه، لكن عندما نتطلع الى هذا النموذج من الأمهات نكتشف بأن القاعدة قد كسرت، وعلى حد تعبيرها كل الأمهات تحب أبنائها أكثر من نفسها إلا الأم النرجسية هي الإستنثاء الوحيد الذي يكسر هذه القاعدة.

وتابعت: والسبب يعود الى حبها لنفسها أكثر من الجميع ورغبتها الدائمة بأن تكون محور الأحاديث والجلسات العائلية، وفي حال لجوء أحد الأولاد اليها يتحول الحديث الى حديث إمتناني عن مدى تعبها معهم وتضحيتها لهم، حتى بأنها تقرن نجاح أولادها بنفسها وترجع الفضل اليها في تحقيق هذا النجاح دون الإشارة الى تعبهم ومجهودهم المبذول، وممكن ان تصل في مشاعرها بشعورها بالغيرة من علاقة إبنتها من الأب أي من زوجها،الامر الذي يمنع الفتاة من اللجوء لوالدتها، إضافة الى أن حبها يكون بمقابل وبشروط " من يفعل كذا أحبه، ومن لا يفعل كذا لا أحبه"، كانت هذه أبرز الصفات التي أشارت لها الأخصائية في حديثها.

وتؤكد ماضي على ضرورة زيارة الأم النرجسية الى الأخصائين النفسين، وأن التعامل معها يتطلب قدر عالي من الصبر والحكمة، لأن تعاملها مع أولادها يكون فيه نوع من التحكم وإتخاذ القرارت عنهم، والتدخل في خصوصياتهم بالشكل المبالغ فيه، إطلاق الأحكام عليهم من باب شعورها بالرضى الأمر الذي يصعب الحال على أولادها ويؤثر عليهم سلبا ويضع عليهم مسؤولية اكبر، فعليهم في هذه الحالة أن يتمتعوا بالحكمة الكافية للتعامل معها وإستيعابها قدر الإمكان، وأن لا يتوقعوا منها التعامل معهم بتعاطف لكي لا يصابوا بخيبة أمل كبيرة، وتشير أيضا الى أن الأم النرجسية هي بالتالي حماة نرجسية وتنصح دائما بحفظ المسافات معها وعدم التعمق في أي موضوع مهما كان.

والسبب وراء هذه الشخصية يعود إلى ظروف إجتماعية صعبة قد مروا فيها هذه الأشخاص،  من عدم ثقة بالنفس وتهميش وضعف إهتمام من قبل الأهل، بحيث أثبتت معظم الدرسات الإجتماعية بالعالم بأن اكثر ما يحتاح له الطفل هو الإهتمام قبل الحب، فهو يولد جميع المشاعر الطبيعية بطريقة متوازنة.

وتقول إنه من المهم جدا عليهم كأخصائين نفسيين وإجتماعين أن ينشروا الوعي الكافي، حتى لا يكون لدينا أم أو أب أو حتى أخ نرجسي يتسم بهذ الصفات، وأن يتمتعوا الأهل دائما بالوعي الكافي للتعامل مع أبنائهم، وأن يتواصل أي شخص يعاني من مشكلة نفسية معينة مع أخصائي للتوجيه وحل المشكلة