رام الله-نساء FM-تشير وزارة الصحة إلى أن 95% من الأمهات في فلسطين يلتزمن بمفهوم الرضاعة الطبيعية حتى الثلاثة أشهر الاولى من عمر الرضيع، ولكن المشكلة تبدأ بعدها، حيث تبدأ غالبية الأمهات في المساعدة بحليب صناعي أو طعام.

وتبذل فلسطين جهوداً في حث الأمهات وتشجيعهن على  'الرضاعة الطبيعية'، وحض الأمهات على ممارستها، لأهميتها من الزاوية الصحية للأطفال من جهة، ولجوانب اقتصادية توفر على العائلة الكثير من المصاريف في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع معدلات البطالة بين الأسر الفلسطينية  .

وحول ذلك، قالت الخبيرة الدولية في مجال الرضاعة الطبيعية ومدير دائرة التنمية المجتمعية في مؤسسة جذور رحاب صندوقة خلال حديثها "لنساء إف إم" وضمن برنامج قهوة مزبوط، إن هناك انجاز ووعي لدى الأمهات بأهمية وضرورة الرضاعة الطبيعية خاصة في الاشهر الأولى من ولادة الطفل مبينة أن الأهم هو الاستمرار في الرضاعة الطبيعية بعد الستة الأشهر الاولى .

وقالت صندوقة: إن توصيات منظمة الصحة العالمية تؤكد على أهمية البدء بالرضاعة الطبيعية خلال النصف ساعة الأولى من الولادة  إلى جانب الاقتصار على الرضاعة الطبيعية حتى الأشهر الأولى من الولادة فقط وذلك لأسباب علمية تتتعلق بالجهاز الهضمي للطفل الذي هو غير مستعد للتعامل مع اي أطعمة صلبة قبل الـستة شهور، وقد يسبب ادخال الأكل المبكر للطفل عبء على الجهاز الهمضي والكلى التي تكون غير مهيأة أيضاً .

وأشارت الى أن هناك الكثير من الإشكاليات التي تعاني منها المرأة المرضعة إلى جانب الثقافة المجتمعية  السائدة حول علاقة الحليب بالشبع وجدوى الاستمرار بالرضاعة بعد الـ6 اشهر الأولى من حياة الطفل .

وأوضحت صندوقة أن هناك جهود وطنية فلسطينية رسمية تبذل للتشجيع على الرضاعة الطبيعة ولدينا مشافي فلسطينية صديقة للطفل والالتزام بدورها تجاة حياة وصحة الأطفال خاصة ان هناك توعية وثثقيف لرعاية الحامل والولادة السليمة الآمنة، مبينة أن هناك بروتوكلات وطنية داعمة للرضاعة الطبيعية ولكن بحاجة للمتابعة بشكل أوسع وأكبر .

و تشير معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2019 إلى أن 96.6% من الأطفال في العمر 0-23 شهر في فلسطين تم ارضاعهم رضاعة طبيعية بواقع 95.8% في الضفة الغربية مقابل 97.6% في قطاع غزة. وأظهرت البيانات أن 38.6% من الأطفال من الأطفال في العمر 0-5 أشهر رضعوا رضاعة طبيعية مطلقة، حيث بلغت هذه النسبة 40.6% في الضفة الغربية و36.4% في قطاع غزة.

   وبالمقارنة مع الدول العربية أوضح أن نسبة الرضاعة الطبيعية في فلسطين أفضل من الدول العربية.

هذا و اثبت الدراسات العلمية أثبتت أن الرضاعة الطبيعية خلال الساعات الأولى توفر حياة مليون طفل في العالم سنويا، وأن المواد الغذائية المتوفرة في حليب الأم تكفي الطفل لمدة ستة شهور دون أي إضافات.

ميزات طبيعية

وذكرت صندوقة  أن أبرز ما يميز حليب الأم أنه غني بالمواد البروتينية وسهل وسريع الهضم والامتصاص، كما يحتوي على نسبة عالية جدا من الحديد، وكميات كافية وممتازة من الأجسام المضادة والمحفزة للمناعة التي لا توجد إلا في حليب الأم.

وأضاف أن من مزايا حليب الأم أيضا أنه متوفر دائما ومعقم وبارد في الصيف ودافئ في شتاء، وقليل التكلفة، إضافة إلى أنه خلق من أجل الأطفال بخلاف الحليب الآخر الذي لم يخلق لهم. منوها إلى أن القيمة الغذائية لحليب الأم لا علاقة لها بنوع الغذاء الذي تتناوله.