الرئيسية » عالم المرأة » نساء ومجتمع » منوعات » نساء حول العالم » مقالات »  

نساء تنكرن بزيّ الرجال كي يحققن أحلامهن في مجالات كانت حكرًا على الذكور
08 حزيران 2021

رام الله- نساء FM- واجهت النساء، ولا تزال، العديد من الصعوبات والمعوقات من قبل المجتمع، والتي تتمثل في منعهن من المشاركة في نشاطات معينة حتى إن كانت ترفيهية، بالاضافة الى العنصرية والتحيّز في أماكن العمل. بالرغم من ذلك كانت النساء دوماً على قدر التحدي، وهناك نساء وجدن طرقاً للالتفاف على تمييز المجتمعات والأفراد. اليكم أبرز 4 نساء استطعن بعزمهن وذكائهن تحقيق مرادهن والوصول الى حد التميز:

  1. عرّابة الجودو – رينا روستي كانوكوغي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في عام 1959، تنكّرت (رينا روستي كانوكوغي) في هيئة رجل للمشاركة في بطولة الجودو التي نظمتها جمعية الشبان المسيحيين في نيويورك، حيث كان يُسمح للرجال فقط بالمشاركة، وهزمت (كانوكوغي) حينها جميع الرجال الذين لعبت ضدهم وفازت بالميدالية الذهبية التي نُزعت منها بعد أن اعترفت بهويتها الحقيقية.

حيث ولدت رينا عام 1935 في بروكلين، وعانت في طفولتها من الفقر، وعملت في وظائف غريبة ومختلفة منذ أن كانت في السابعة من عمرها، بل وشكلت عصابةً خاصة بها في حيّها وبدأت في تلك الفترة بالتدرب على حمل أوزان أخيها، ثمّ وفي أحد الأيام، بدأ صديق لها باستعراض حركات قتالية كان قد تعلمها في تدريب للجودو، وقد أغرمت بذلك الفن القتالي على الفور، لكن طموحها في المنافسة ضمن نادي الجودو اصطدم بنكسة كبيرة بعد أن أخبرها صاحب النادي أن الجودو حكر على الرجال فقط، لكون النساء ضعيفات للغاية ليشاركن وينافسن في هذه الرياضة.

ونتيجةً لذلك غادرت رينا إلى طوكيو لتتدرب على رياضة الجودو مع نساء أخريات، ثم وفي عام 1980، ساعدت في إنشاء أول بطولة عالمية للسيدات في الجودو في مدينة نيويورك، حتى أنها في نهاية الأمر أعادت جمعية الشبان المسيحيين الميدالية التي انتزعتها سابقًا من (رينا) في عام 2009، لكنها توفيت بعد فترة وجيزة في نفس العام عن عمر ناهز 74 عامًا بعد أن خسرت معركتها الأخيرة مع سرطان الدم.

 

 

  1. أول صحفية استقصائية في الخنادق البريطانية – دورثي لورانس

تنكرت "دورثي لورانس" من إنجلترا كرجل يدعى "دينيس سميث" لتحقيق طموحها في أن تصبح مراسلة حربية خلال الحرب العالمية الأولى. ولم تكتف تلك الفتاة الشجاعة بارتداء ملابس الرجال، بل قصّت شعرها البني الطويل ومررت شفرة على وجنتيها على أمل أن تصاب بطفح ما لتبدو كما لو أنها تحلق لحيتها باستمرار، وطلبت من أحد الجنود أن يعلمها كيف تسير كجندي، ثمّ زوّرت تصاريح سفرها لتنطلق على متن القطار في رحلة إلى فرنسا نحو مدينة أميان.

بعد 10 أيام من العمل بهوية مزورة، مرضت لورانس واضطرت لأن تعترف بهويتها الحقيقية للضابط القائد، لأنها كانت تخشى أن تُكتشف أمام الجميع، وبالفعل، أبقى قائدها الأمر سرّاً وحذرها من الخطر الذي يمكن أن تتعرض له، وما قصده كان الخطر الآتي من الجنود في صفها والذي كانوا متعطشين للنساء، ولم يكن يقصد خطر القنابل والقنص والموت لكن ما لم يكن يعلمه قائدها هو السر الرهيب الذي دفع دورثي إلى ألا تهاب هذه المخاطر وهو كونها قد تعرضت للاغتصاب عندما كانت طفلة من قبل وصي الكنيسة الذي ربّاها بعد أن أصبحت يتيمة.

وعملت دورثي في الخنادق الملوثة والظروف الصعبة، وشاركت في زرع الألغام والكشف عنها، لكن هويتها كُشفت في النهاية ما أدى إلى حبسها في دير لإبقائها هادئة قبل أيام من معركة (لوس)، لكنها كانت قد أدركت أنها وأخيراً حصلت على سبقها الصحفي.

بعد انتهاء الحرب وعودة دورثي إلى إنجلترا، سعت إلى نشر كتابها "سابر دوروثي لورانس، الجندية الإنجليزية الوحيدة" في عام 1919.

 

 

 

  1. سباق ضد التمييز الجنسي – كاثرين سويتزر

اصطف المتسابقون المشاركون في مارثون بوسطن عام 1967، وبينما كان أغلبهم رجالاً، إذ لم يكن يُسمح للنساء بالمشاركة، تسللت كاثرين سويتزر متنكرة بهيئة رجل لتحقق حلمها في الجري في المارثون، ولكن بمجرد أن أدرك المنظمون أن هناك امرأةً في السباق، بدأوا في محاولة منعها من المشاركة في الماراثون، لكنها أنهت السباق في الساعة الرابعة وعشرين دقيقة لتصنع التاريخ. شاركت لاحقاً في 39 ماراثونًا وفازت بماراثون مدينة نيويورك في عام 1974.

في الستينيات ، لم يكن يُسمح للنساء بالركض في سباقات الماراثون أو السباقات التي يزيد طولها عن 1500 متر، لكن هذه القواعد لم تستطع إيقاف كاثرين وهكذا تكون قد فعلت شيئًا سيتم طباعته في كتب التاريخ، إذ أصبحت أول امرأة على الإطلاق تركض في ماراثون بوسطن. ومع ذلك، كان عليها أن تقدم نفسها كرجل من أجل الترشح للسباق.

وتتحدث كاثرين عن تجربتها قائلة: ”قبل أن أتمكن من الرد، أمسك رجل بكتفي وسحبني للخلف، وهو يصرخ: «اخرجي، واعطيني هذه الأرقام!» وحاول نزع رقمي، كنت مندهشة وخائفة للغاية لدرجة أنني بللت سروالي قليلاً واستدرت للركض“.

لم تذهب جهودها الشجاعة عبثًا، حيث تم رفع الحظر المفروض على النساء رسميًا في عام 1972.

 ولهذا السبب، أسست العداءة سويتزر، منظمةً عالمية غير ربحية تسمى 261 Fearless، المنظمة مع برنامج سفراء ونظام تدريب وفعاليات مجدولة. تستخدم المنظمة الجري الجريء كوسيلة لتمكين المرأة من التغلب على عقبات الحياة واحتضان الحياة الصحية.

 

 

 

 

  1. الطبيبة المحنكة – مارغريت آن بولكلي

وُلدت مارغريت آن بولكلي في آيرلندا، وقد كان حلمها الأكبر أن تصبح طبيبةً، ويقال أنه كان حلم أمها أيضاً، لذا تنكرت مارغريت كـ(جيمس باري) لتحصل على القبول في كلية الطب في جامعة أدنبره في عام 1809، ولم يكشفها أحد حتى توفيت، ما أصاب المسؤولين العسكريين بالصدمة عندما كشفوا هوية مارغريت الحقيقية بعد وفاتها وقيدوا الوصول إلى جميع وثائقها.

بدأت مارغريت رحلتها في دراسة الطب في أدنبره ضمن اسكتلندا، وحصلت على شهادة الطب في عام 1812، وانتقلت إلى لندن لتحصل على القبول في كلية الطب فيها. عملت لاحقًا جراحة عسكرية في الجيش البريطاني.

وشغلت عدّة مناصب خلال فترة خدمتها، إذ أرسلتها الإمبراطورية البريطانية إلى معظم مستعمراتها، بدءًا بـجنوب إفريقيا ووصولًا إلى الهند، حيث عالجت المرضى ودربت خريجي الطب الجدد، كما أنها كانت من وضع حدًا لانتشار الكوليرا والجذام في أفريقيا. خلال فترة عملها، لم تحسّن ظروف خدمة الجنود المرضى فحسب، بل أصبحت أيضًا أول جراح، على مستوى العالم، يجري عمليةً قيصرية ناجحة في جنوب إفريقيا.

أجبرتها ظروفها الصحية المتدهورة على التقاعد في عام 1865 بعد أن عاشت آن بولكلي في ملابس رجالية لما يقارب الـ 50 عاماً، عملت خلالها 46 عامًا وسط الرجال أثناء وجودها في الجيش، ولم يكتشف أحد أنها امرأة، إلى أن طرق الموت بابها.

توفيت (مارغريت) عام 1865 من مرض الزحار، واكتشفت الممرضة المسؤولة عن تحضيرها للجنازة أن الطبيبة الشهيرة المتوفاة كانت في الحقيقة امرأة. وفقًا للتقارير، صُدم الجيش البريطاني بذلك الاكتشاف لدرجة أن منع الوصول إلى جميع الوثائق المتعلقة بها حتى أعاد المؤرخون فتح القضية في الخمسينيات من القرن الماضي.

 

المصدرموقع  Unbelievable facts