رام الله-نساء FM-سيلين عمرو- لو وقع لأحد من الآباء الغياب عن عائلته لأسباب مبرّرة أو غير مبرّرة، اختيارية كانت أو قهريّة، فإنَّ ذلك يمثّل نوعاً من أنواع الشلل الجزئي في الجسم العائلي ، وأحياناً قد يصبح حالة من حالات الإعاقة الإدارية –إن جاز التعبير- مع كون ثمّة حالات من الغياب أو التغيب تبقى قيد المعالجة، وتختلف آثارها السلبية عن الغياب شبه الدائم والمتكرّر إلى حدِّ خسران الشعور به وبسلطته من قبل أسرته.

وعلى كل مدير أسرة أن يدرك أن غيابه عن عائلته –وبخاصة المتعمد وغير المبرّر- هو مؤثر

وذلك لأنَّ الغياب يؤدّي إلى تغييب القوة والطاقة المعنوية، وهذه المسألة في غاية الخطورة، حيث لا يلتفت إليها إلا القليل من الآباء، بأن أفراد عائلاتهم يعيشون حياة مليئة بالثقة العالية ، والأمان والإستقرار بسبب وجود أحد ركني الأسرة (الأب) إلى جانب الركن الآخر وهو الزوجة .

وتؤكد الاخصائية النفسية منال الشريف، في حديثها ضمن برنامج ترويحة، أن دور الأب ليس فقط من الناحية المالية، وانما إدارته لأسرته تشمل المشاركة في التربية و التعليم والصحة و التوافق في العلاقات الاجتماعية، وسابقا كانت النظرة الاجتماعية تحكم أن دور الاب فقط كمعيل مسؤول عن الدخل، انما الآن قد تغيرت المعايير والتشاركية في الأدوار بين الزوج والزوجة.

وتشرح الشريف بعض أسباب غياب الزوج، منها الخروج للعمل لاسابيع أو لاشهر أو لسنوات احيانا، وبعضهم يكون الحاضر الغائب أي يكتفي بدور المنفق ولا يتدخل في دور الأسرة التربوي، وهناك بعض الأسباب التي تكون قهرية.

وتشير الى أن هذا الغياب يتم التعامل معه تبعا لأسبابه، فعلى سبيل المثال الزوج الحاضر الغائب، أسلوبه هذا سيؤدي الى صراع كبير ومشاكل أسرية، الى جانب أهمال الأطفال وفقدان الثقة في علاقتهم مع بعضهم البعض، واختلال نظرة الأبناء لمفهوم الأسرة ودور الأب مما سيؤثر على دورهم المستقبلي في حياتهم العائلية .

كما أن لذلك الغياب الأثر على الأم، فهو يضيف اليها عبء كبير لتوفير الاحتياجات التي لا يقدمها الأب، وتعريضها للمزيد من الضغوطات النفسية والاجتماعية .

وحول الحلول تؤكد الشريف "أن المشكلة يجب أن تُحل من البداية وعدم السماح لها بأن تتفاقم، الى جانب أهمية أسلوب الحوار والتفاهم لترتيب الأمور و توزيع الأدوار والمسؤوليات بينهم، وتوضيح بعض الأمور للاطفال حول بعض المواقف التي قد تحصل أمامهم، وتحذر من تحميل الأبن الأكبر مسؤولية الأب، فهذه الثقافة السائدة من شانها أن تدمر الابن و تهدم طبيعة العلاقة الاخوية بين أبنائهم.

وتؤكد أن وجدت اشكالية في دور الأب داخل العائلة يجب عدم الغاء دوره، وتخريب صرته أمام أبناءه، وايجاد قيمة له.

الاستماع الى المقابلة :