الرئيسية » تقارير نسوية » منوعات »  

الرجل طفل كبير.. الأزواج أكثر إرهاقا للمرأة من الأبناء
03 شباط 2020

 

"رام الله-نساء FM-الرجل طفل كبير"، مقولة ترددت طويلا على كثير من الألسنة دون سند علمي، حتى أثبت العلم فعليا أن الرجال لا يصلون إلى مرحلة النضج إلا وهم في منتصف العمر، وأنهم يتسببون في إجهاد زوجاتهم أكثر من أطفالهم.

الأطفال أقل إزعاجا

كشف مسح أجراه موقع "توداي" TODAY على سبعة آلاف أُمّ، صنف فيها معدل مستوى الإجهاد لديهن بنسبة 8.5 من 10، عن مساهمة الرجال بالنسبة الأكبر في إجهاد الزوجات مقارنة بالأطفال، وأفادت 46% من الزوجات بأن الأطفال يُولّدون ضغوطا وتوترا أقل من أزواجهن، مع التأكيد أن الأمر غير مرتبط بالخيانة أو سوء المعاملة.

تأخر نضج الرجل

عدم وجود مساعدة كافية من الزوج هو مصدر رئيسي للتوتر اليومي، حيث أشارت ثلاثة أرباع السيدات في المسح أنه يقع على عاتقهن العبء اليومي للأمومة والأبوة والأسرة دون أي مشاركة من الزوج.

وتتحمل المرأة العمل اليومي داخل المنزل من تنظيف وإعداد وجبات الطعام، وتربية الأطفال، ومعظمهن يعملن بدوام كامل خارج المنزل، في حين يكتفي الرجل بالعمل خارج المنزل تاركا النصف الآخر على عاتق المرأة وحدها، ويقضي معظم الوقت في الاسترخاء.

تأخر النضج عند الرجال، سبب آخر يجعلهم أكثر اعتمادا على المرأة ومن ثم أكثر إجهادا لها.

في دراسة عن الاختلافات في النضج بين الجنسين، أجرتها شركة "نيكلوديون يو كيه"، ونشرتها صحيفة "تليغراف" البريطانية، كشفت أن مرحلة النضج عند الرجال تبدأ من عمر يناهز 43 عاما، أي بعد 11 عاما من نضوج النساء، اللاتي يبدأن تلك المرحلة في أوائل الثلاثينيات.

المثير في الأمر، أن ثماني من أصل عشر نساء، يعتقدن أن الرجال لا يتوقفون أبدا عن كونهم أطفالا وهو ما يؤثر سلبا على علاقتهن الزوجية، والمدهش أيضا أن رجلا من أصل أربعة رجال أكدوا ذلك، وأشاروا أن النساء في حياتهم أكثر نضجا منهم.

ويتمثل عدم النضج في عدة ممارسات يقوم بها الرجل، منها إدمان ألعاب الفيديو جيم، وقيادة السيارة بسرعة كبيرة، وعدم القدرة على طهي وجبات بسيطة، وتغيير الوظائف بانتظام، والتباهي بكيفية جذب الفتيات، فضلا عن الاعتماد على الأم في غسل الملابس وتحضير وجبات الطعام واستبدال الزوجة بها لاحقا.

وقد يتسبب عدم النضج في إشعار المرأة بالإرهاق والغضب الدائم، إذ يتعين عليها اتخاذ القرارات المهمة في العلاقة منفردة مثل تقسيم الميزانية، ودفع الفواتير، والمستلزمات الضرورية للشراء، وهو ما أشارت إليه ربع النساء في عينة الدراسة، والنسبة نفسها تمنت لو أنها تستطيع التحدث مع زوجها بنضج حول ما تشعر به وما تحتاجه العلاقة لتتطور وتنجح.

كيف تخفف بعض أعبائها؟

تحتاج العلاقة الزوجية لكي تستمر وتنجح، إلى تخفيف العبء الملقى على الزوجة، وأن ينظر إلى المشاركة في رعاية الأبناء وتنظيف المنزل على أنها جزء أساسي في العلاقة وليس أمرا اختياريا للرجل، ويقترح المختصون عددا من الحلول التي تسهم في تخفيف الإجهاد عن الزوجة، منها:

- تقسيم الأعباء المنزلية

تتحمل النساء ثلاثة أضعاف عبء عمل أزواجهن، بحسب "سيكولوجي توداي"، ومن المثير للاهتمام أن هذه النسب تظل كما هي، بغض النظر عما إذا كانت الزوجة لديها وظيفة بدوام كامل، وما إذا كان زوجها يعمل أو لايعمل.

ويشير مؤلفو الدراسة، إلى أن الرجل إذا كان يقيم في منزل مع زميل آخر، حينها يدرك أن الأعمال المنزلية شيء ضروري وإجباري على كليهما، لكنه ببساطة مع زوجته يلقيها على عاتقها، ويحصل على لقب زوج جيد إذا ساعدها، مؤكدين أنه إذا لم يتم التعاطي بشكل منصف ومتساو مع الأعمال المنزلية فيمكن أن تؤثر سلبا على الجوانب الأخرى للعلاقة وأن تكون سببا رئيسيا للمشاكل الزوجية.

- وقت فراغ

تتحمل المرأة أعباء كثيرة ومتواصلة، وتشعر بالذنب عند الإخفاق، والعمل الذي لا ينتهي يسبب لها الكثير من الإرهاق، ووفقا لمسح أجراه مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني ونشرته صحيفة "إندبندنت"، فإن وقت الفراغ للنساء أقل من الرجال لأنه على الرغم من أن النساء يعملن بدوام جزئي أكثر من الرجال، فإنهن يقضين وقتا أطول في إكمال العمل غير المأجور مثل الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال.

وهنا يأتي دور الرجل في زيادة وقت فراغ المرأة بإكمال مهام المنزل، وتولي رعاية الأبناء لتحظى بوقت فراغ هادئ يساعدها في الاسترخاء والسلام الداخلي.

- التوقف عن التعامل كطفل

يتصرف الرجل كطفل حتى عمر الـ43 عاما، وفقا لدراسة "نيكلوديون يو كيه"، ولا يمكن اعتبار الأمر لطيفا أو مضحكا من وجهة نظر الزوجة التي تجد نفسها تتحمل عبء طفل آخر يبدو في الثلاثينيات من العمر لكنه يتصرف كطفل في السابعة، إذ يصبح أكثر إرهاقا، وتحاول السيطرة على كل شيء والتركيز أكثر مع أخطاء الأطفال وعدم تجاوزها.

ومن الأفضل للعلاقة أن يتوقف الزوج عن التعامل كطفل، ويتحمل زمام المسؤولية خاصة في تربية الأبناء، بشكل ناضج، والاتفاق مع الأم حول الخطوط العريضة في التربية والالتزام بها، وتخفيف العبء عن الأمهات في عدد من المهام، مثل تمارين الأطفال وزيارة الأطباء ومذاكرة الدروس، حينها يمكن للأمهات التوقف عن التركيز على الأخطاء التي يرتكبها أطفالهن، والتوقف عن محاولة السيطرة على كل شيء، وقضاء وقت ممتع مع الأطفال والزوج.

 

المصدر : مواقع إلكترونية