الرئيسية » تقارير نسوية » الرسالة الاخبارية » نساء فلسطينيات »  

"نهيل الشرافي" حين تقول الإرادة كلمتها في وجه "الإعاقة"
16 أيلول 2019
 
نساء FM - رولا أبو هاشم:- بظروف غير عادية ولدت نهيل نافذ الشرافي (29 عامًا)، فنقص الأكسجين لحظة الولادة كان سببًا في بطء الحركة والكلام لديها، لتكون فيما بعد واحدة من ذوات الإعاقة الحركية، ورغم الظروف الصعبة التي واجهتها منذ قدومها إلى الحياة إلا أنها استطاعت تجاوز كثير من المحطات إذ درست الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس الأصحاء، وحصلت عام 2013 على درجة البكالوريوس من كلية الآداب قسم اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بغزة.

اندمجت نهيل في المجتمع وتجاهلت النظرات الغريبة التي كانت تستنكر إصرارها على الوصول، وكانت دائمًا تبحث عن جديد تثبت من خلاله أنها متميزة عن غيرها، فاتجهت نحو الكتابة، لتتخذ من القلم صديقًا لها، والتحقت بدورات تدريبية لتطور حس الكتابة الإبداعية لديها، وعكفت على قراءة العديد من الكتب والروايات لتكسب ثروة لغوية.
 
كان لنهيل فرصة العمل في أكثر من مؤسسة مجتمعية، وأثبتت في كل مرة أنها قادرة على إنجاز المهام المطلوبة منها، فمرة كانت "مدخلة بيانات" وأخرى "أمينة مكتبة" وحاليًا تعمل بنظام العقد المؤقت "مدققة لغوية" في إحدى المؤسسات الإعلامية بغزة.

بعيون واثقة وحضور قوي أخبرتنا نهيل "أمضيت ما يقارب العام والنصف وأنا أسجل الأفكار وأستمع لقصص أشخاص من حولي حتى تكونت لدي رؤية كاملة لروايتي الأولى "انتظار"، لم أخبر أحدًا خلال هذه الفترة عن مشروع روايتي، كنت أرغب في أن يعرف الجميع أنني لا أستسلم ولا يمكن أن ينال اليأس مني."

وفي يوليو/تموز الماضي كان حفل توقيع رواية "انتظار" الصادرة عن مكتبة سمير منصور للنشر والتوزيع، تحكي عن معاناة الشباب في قطاع غزة في انتظار كل شيء، انتظار فتح المعابر، انتظار الرواتب، انتظار الموافقة على التحويلات العلاجية، انتظار فرص العمل وغيرها.

وعن دعم والدتها لها، وتشجيعها الدائم تقول نهيل "كانت أمي سندًا لي، ولساني الذي أتحدث به، نظرًا لصعوبة النطق لدي، تُسهّل تواصلي مع الآخرين."

تصفها والدتها بأنها الجريئة التي تصمم على تحقيق أهدافها مهما كانت العراقيل أمامها، وطموحها ليس له حدود، رغم أنها تعاني من صعوبة المشي والحركة، وصعوبة في الكلام ما جعلها تتجه لاستخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي لتخترق العالم من حولها.

وعن رسالتها في نشر روايتها أضافت نهيل "إن أي كاتب فلسطيني يكتب ليوصل معاناة شعبه لكل العالم"، أما رسالتها الثانية "أن الإرادة تقهر الإعاقة، وأن ذوي الإعاقة لهم بصمات في كل مجال حتى المجال الثقافي".