الرئيسية » نساء حول العالم »  

أوبرا وينفري.. قصة نجاح من الفقر والشقاء إلى الشهرة والرفاهية
05 آذار 2015

دتها في الميسيسيبي، حتى أصبحت في السادسة من عمرها، وكانت ترتدي أثوابًا مصنوعة من أجولة البطاطس؛ مما كان يعرضها لسخرية الأطفال من سنها.

وبعد دخولها روضة الأطفال، رأت مدرسّة Oprah أنها لا تُشبه باقي الأطفال، ولا تنتمي إلى بيئتهم، فطلبت من المدير نقلها إلى الصف الأوّل، لأنّ نسبة ذكائها تؤهلها للحلول في صف الروضة الأولى.

وفي مدرسة East Nashville High School، حصلت Oprah على لقب الطالبة الأكثر شعبية، نظراً إلى علاقتها الجيّدة بجميع الأساتذة والتلاميذ والزملاء، كانت في هذه الفترة من أكبر المعجبات بالنجم العالميMichael Jackson، وكانت تشجّع دائماً على حضور حفلاته الغنائية، بالرغم من وضعها الماديّ السيئ.

[2]

صورة لها أثناء الدراسة الثانوية

وعندما بلغت الثانية عشر من عمرها أنتقلت للعيش مع امها، وفي سنّ الرابعة عشر تعرضّت للتحرش الجنسيّ والإغتصاب على يد أحد أقاربها، نتيجة لذلك حملت بطفلها الأوّل، إلا أنّ مولودها لم يكتب له العيش طويلًا، وتوفي مباشرة بعد ولادته بساعات قليلة، وحُرمت من بعدها نعمة الأطفال.

وكان لهذه الأحداث المأساوية تاثير مباشر على حياتها، حيث أدمنت في فترة من حياتها خلال مراهقتها، على تناول الحبوب المخدّرة والمهلوسة، وتطوّر بها الأمر إلى حدّ تعاطي الهيرويين والكوكايين.

أرادت والدتها والتى فقدت السيطرة عليها، وعلى تصرفاتها الخارجة عن الحدود حينها، أن تتخلص من مسئوليتها وترسلها الى أحدى دور الرعاية والتأهيل، فأُرسلتها إلى مركز juvenile hall لإعادة تأهيل الأحداث، ولكن لحسن حظ اوبرا لم يتوفر لها مكان..

فقررت والدتها أن ترسلها للعيش مع والدها رجل الأعمال في ناشفيل، ,الذي قام بتعليمها و تأديبها تأديبًا صارمًا، وتحت قبضته الحديدية تغيرت حياة Oprah، وتنقلت ما بين منازل لوالدها عدة وجدتها وأقربائها.

بيتهوفن .. ” الأصمّ ” الذي أصبح أسطورة موسيقية حية في الأذهان !

وعلى الرغم من عائلتها المفككة والظروف الإقتصادية والإجتماعية الطاحنة، قررت أن تستمر في تعليمها رغم كل الصعوبات العراقيل التي واجهتها، فتخرجّت من جامعة Tennessee..

وتمكنت من التفوق والنبوغ في دراستها على جميع زملائها، إلى أن أصبحت من أوائل الطلاب الأمريكيين ذوي الأصل الأفريقي، الذين يدرسون في جامعة الولاية من خلال منحة تعليمية، لتحصل على بكالوريوس في الفنون المسرحية.

كما حازت أثناء دراستها على لقبMiss Black Tennessee ، لتجذب إليها الأنظار، ويسند إليها العمل كمراسله في محطة إذاعية محلية WVOL، ليبدأ مشوارها الإعلامي وحياتها المهنية وهي في سن السابعة عشر، حينما دخلت إلى الإذاعة.

[3]

أثناء حفل Miss Black Tennessee

[4]

أثناء تنصيبها كـ Miss Black Tennessee

[5]

أثناء عملها بالأذاعة المحلية

[6]

أثناء عملها بنشرة الأخبار

[7]

صورة لها في عام 1976م

 وبعد ذلك وهي في عمر التاسعة عشر أنتقلت للعمل في تلفزيون Nashville، وقيل حينها إنها أصغر مذيعة في تاريخ المحطة، عانت من الفشل في أوّل مسيرتها، عندما أخرج منتج الأخبار في WJZ-TV عن طوره، ففصلها من النشرة، لأنها تُصبح عاطفيّة عند نقل الأخبار كمراسلة إخباريّة في النشرة المسائيّة، وعرض عليها دوراً في برنامج نهاريّ.

 

 عندما تتبلور معرفتك بنفسك، ستكون أكثر قدرة على معرفة ما هو الأفضل لك – أوبرا وينفري

 عام 1982م، كانت تشارك في تقديم الأخبار للتلفزيون المحلي في بالتيمور، ماريلاند، ومن ثم أعجب بها المسؤولون في محطة “دبليو إل إسWLS ” في شيكاغو، والتى تعد ثالث أكبر مدينة إعلامية في أمريكا، وطلبوا منها الحضور للقيام بتجربة الأداء لبرنامج طبخ..

ومع أنها لم تكن تعرف أي شيء عن الطبخ والوصفات، إلا أن هذا لم يصدها، وكان من الطبيعي أن تشعر بالخوف من قبول عمل غير مألوف بالنسبة لها، لكنها تخطت ذلك عن طريق قدرتها الدائمة على مواجهة مخاوفها.

  [8]

ثم ذهبت لقناة ABC العالمية؛ لتعرض عليهم تبني برنامج طبخ خاص بها، غير أنهم رفضوا، ففي تلك اللحظة شعرت بالإستياء الشديد، ولكنها لم تدع ذلك يعيق تقدم حياتها، حيث أنها لم تسمح لأحد بتصغير حلمها.

وبحلول عام 1985م كانت خطوات Oprah تتجه نحو أن تصبح ممثلة، وذلك بعد أن شاركت في دور رئيسي في فيلم المخرج الكبير “ستيفن سبيلبيرج” “اللون الأرجواني” الذي رُشّح لتسع جوائز أوسكار، وبعدها نالت أوبرا العديد من العروض السينمائية والتلفزيونية.

  [9]

صفحة IMDB الرسمية

انقلبت حياتها حقاً رأساً على عقب بعد أن بدأت عام 89 تقديم البرنامج الأشهر على مستوى العالمOprah Show» »، وهو برنامج يومي بدأ بتسليط الضوء على القضايا الإجتماعية التي تهم المجتمع الأمريكي، وحقق نجاحاً استثنائياً بفضل الحضور الطاغي لمقدمته وطريقة حوارها، لتصبح نموذجاً إعلامياً هاماً على مستوى العالم.

وفي أوائل التسعينات تحولت جميع البرامج الحوارية لتقديم مضمونًا تافهًا بإستثناء برنامج Oprah حيث زادت شهرة البرنامج ،وتحول مع الوقت كجزء أصيل من الثقافة الشعبية الأمريكية، ويتصل بكل تفاصيل حياتهم، لتصوّر Oprah عدة حلقات تاريخية مع نجوم ورموز المجتمع الأمريكي..

وتزداد بمرور الوقت شهرتها لتصبح عالمية، ويعرض برنامجها في أكثر من 100 دولة على مستوى العالم، فأنشئت بعد ذلك شركة انتاج خاصة بها تسمي Harpo (Oprah بالمقلوب)، وإستديو في شيكاغو؛ لتصبح بذلك ثالث امرأه تملك شركة إنتاج، وكانت في طريقها لتصبح اول بليونيره سوداء، فقد جمعت 97 مليون في عام 1996 فقط.

درسوا الطب ولكن.. أبدعوا في الأدب!

  [10]

ومنذ عام 1995م لم تخلُ قائمة لمجلة فوربس الاقتصادية لأكثر 400 أمريكي ثراء من اسمها، وأعتلت القائمة ثلاث سنوات متتالية هي 2004م و2005م و2006م ومن أكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم، وبلغ دخلها السنوي 225 مليون دولار، وأصبحت أول بليونيرة سوداء في العالم؛ إذ تقدر ثروتها بـ2.5 بليون دولار.

استقطب برنامج Oprah الملايين من حول العالم، وحققت من خلاله ثروة كبيرة، وبات الأعلى من حيث نسبة المشاهدة في تاريخ التلفزيون، وحصلت على جوائز”إيمي”، بالإضافة إلى أنها ناقدة أدبية مرموقة وناشرة صحفية، مما جعلها ثاني أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم حسب مجلة فوريس عام 2005م، عوضاً عن كونها واحدة من أغناهم أيضاً، وهي اليوم تملك طائرة خاصة.

وقدمت Oprah آخر حلقات برنامجها في الخامس والعشرون من مايو 2011م، بعد أن قررت الإعتزال بشكل نهائي، والتفرغ ﻹدارة شبكة القنوات الفضائية الخاصة بها OWN .

[11]

وقد عانت طوال حياتها من زيادة وزنها، وشكّل لها هذا الأمر عقدة، لأنها لم تكن راضية عن شكلها بتاتاً، ولا يعرف عنها أنها تزوجت، ولكن في عام 1986م، عاشت علاقة حبّ مع الكاتب ورجل الأعمال  Stedman Graham، ثمّ أعلنا خطوبتهما، واتفقا على الزواج في الـ1992..

إلا أنّ هذا الزواج لم يتمّ، وخلال عملها في Baltimore، وقعت Oprah في غرام رجل متزوج، واستمرّت علاقتها به 4 سنوات. لكنّها رفضت الكشف عن هويته أو إسمه.

 

النجاح المادي يزودك بالقدرة على التركيز على الأمور المهمة فعلاً، ومنها أن تكون قادراً على إحداث الفرق ليس في حياتك وحسب بل في حياة الآخرين. – أوبرا وينفري

 انتقال Oprah Winfrey من حياة الفقر والشقاء إلى حياة الشهرة والرفاهية لم يغيّرها، فرغم تصدرها قائمة النجوم الأكثر نفوذاً في العالم، فهي تُعد من أكثر الشخصيات الإنسانية حول العالم، حيث إنها أسّست العديد من الجمعيات الخيرية، وتتبرّع بشكل مستمرّ للفقراء والمحتاجين.

يصعب إختصار مسيرة Oprah الحافلة بكلمات أو حتى بصفحات، كما يصعب غض النظر عن إنجازاتها وبصماتها الواضحة في المجتمع الأميركي والعالمي، عبر إتخاذها الحد من أوجاع الإنسان هدفاً نبيلًا لبرنامجها الشهير، الذي أستمر بنجاح على مدى 27 عاماً.

وقد صُدم العالم كله مؤخرًا، وهلع مُحبي أوبرا حول العالم، وسيطرت عليهم حالة من الحزن، عقب شيوع خبر إصابتها بورم سرطاني متقدم في المرحلة الرابعة، أكتشفه الأطباء المعالجين لها بعد فحص روتيني عادي، وقد لا يبقى في حياتها سوى أيام أوشهور معدودة، حسب ما ذكره موقع omojuwaالبريطاني.

فأنهالت الدعوات لها بالشفاء عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، فسارعت المذيعة الأمريكية الشهيرة Oprah، بالتعليق على انتشار نبأ إصابتها بمرحلة متأخرة من مرض السرطان، وطمأنت معجبيها بأنها في حالة صحية مستقرة، وأنها لازالت قوية..

كتبت عبر حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: « ما زلت قوية، لا أعرف نقاط ضعف بداخلي»، وأشارت إلى أنها حكيمة، لكنها «حمقاء»، وإنها كثيراً ما تضحك لأنها عرفت معنى الحزن، إلا أن بعض المصادر الأخرى أشارت بعد ذلك أن مرضها بالسرطان ليس حقيقيا وماهي إلا شائعة.

رواد وعباقرة السينما الصامتة

[12]

قصة Oprah Winfrey تحث على دحض المتاعب و اليأس، فـ مثل تلك الشخصيات خرجت من داخل الألم و العيشة السيئة؛ لتظهر بين مجتمعها بمثالٍ لا نظير له، فأمثالها هؤلاء لا يموتون بل يخلدهم التاريخ بحروف مضيئة.

والحق يُقال أنَّ الإنسان حينَ يريدُ الحياة، و يسعى في أن يكون كما يُحب، سـ يتحدى كل ما يعيقه من ظروف، لا أن ييأس لـ مجرَّد طفولةٍ أليمةٍ عاشها, أو مجتمع ينظر لها بـ نظرة دونية، أو مرض عُضال يواحهه.