الرئيسية » تقارير نسوية »  

غزة: طفولة مسلوبة بفعل آلة الحرب المتواصلة
13 آب 2014

 

 

 غزة: طفولة مسلوبة بفعل آلة الحرب المتواصلة

 

طفولة غزة ليس لها من اسمها نصيب، غير سنوات العمر. فالطفولة التي تميزها البراءة والعفوية سُلبت من أبناء قطاع غزة بفعل آلة الحرب، وطغت حياة القهر والحصار والجوع والتشرد على اللعب والمرح الذي يفترض أن يتمتع به أي طفل في العالم.

وتؤكد الإحصائيات الواردة عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أنعدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من تموز الماضي بلغ1950، بينهم 1354من الشبان المدنيين،و452 طفلا، و235 امرأة، فيما بلغ عدد جرحى العدوان9897مصابا بينهم 2878 طفلا، و1415إمرأة.

وبفعل الدمار الهائل الذي حل بمنازل المدنيين، فإن485000نازح باتوا في مراكز الإيواء أو عند عائلات مضيفة تبعد منازلها عن المناطق المستهدفة بشكل مباشر.

 

وتؤكد الإحصائيات أن عدد الأطفال المشردين بلغ نحو 25220، فيما بلغ عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى الدعم النفسي والاجتماعي373000 على الأقل، نتيجة معاناتهم من الصدمة، أو لظهور أعراض الضيق المتمثلة بالأرق والأزمة والذعر والكوابيس واضطرابات الطعام، والعصبية، والاكتئاب، وغيرها...، علمابأنالدراسات تشير إلى أن 52٪ من سكان قطاع غزة تحت سن الـ(18).

 

وحسب ما ذكرت رئيسة المكتب الميداني الذي تديره منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في غزة بيرنيلإيرنسايد،فإن نحو 400 ألف طفل أصبحوا يواجهون مستقبلا "قاتما للغاية" بفعل الصدمات التي يواجهونها بفعل العدوان الإسرائيلي.

 


جراحات تنزف

ورغمتعدد أسباب الجرح أو الموت، فإن الألم واحد، ذاك الألم الموحد أصبح حديث كل أسرة وطفل في قطاع غزة.

ويواصل خط حماية الطفل الفلسطيني (121) الاستماع لتلك الحكايات الموجعة من أناس عايشواآلام الحروب.

وتروي موظفةسوا ما استمعت له في إحدى المكالمات التي استقبلتها من غزة فتقول: "رن الهاتف، وما أن رفعت السماعةوقلت (سواهلو) وإذا بطفل يجهش بالبكاء، وبعد عدة تنهيدات قال بصوت يرتعش..أنا عيلتي ماتوا كلهم، أنا ما إلي حدا، ما معي إشيكلشي كان بالدار لما قصفوها، مش عارف شوأساوي؟؟، أنا شو ضللي بعد ما خسرت كل أهلي؟!!!، كيف بدي اكمل حياتي؟"

مكالمة أخرى استقبلها خط حماية الطفل الفلسطيني في "سوا" من أب إذ قال: "بنتي عمرها 11 سنة بعد ما شافت الجثث في ثلاجات البوظة من التلفزيون، صارت تخاف تفتح ثلاجة مطبخهم، وبتقول ممكن اذا فتحت الثلاجة الاقي جثث اطفال فيها، وإذا حدا طلب منها تجيب اشي من الثلاجة بتصير تبكي كتير".

وينقسم الأثر النفسية على الأطفال إلى شقين:أطفال تأثروا بشكل مباشر بعد الحرب، من فقدان اهل، بيت، مأكل، مشرب، مكان آمن، الخوف والهلع المصاحب للحرب، وشق أخر تأثر من ناحية الحدث نفسه وهو ما يعرف بالصدمة، ويتجلى بالخوف، تبول لا ارادي، اضطراب، توتر، عدم تركيز، وغيرها.

وتحاول "سوا" التعامل مع كافة ضحايا العدوان لمعالجة آثار ما بعد الصدمة  التي تعرفبـ"انكار الحادث"، وعدم التعامل مع الأزمة الناتجة عنه، ما يؤدي الى اختلال التوازن أو خلق تشويش نفسي لدى الضحية، وتتراوح العوارض من قلق مؤقت وخوف إلى اضطرابات طويلة الأمد، مثل القلق الشديد، الاكتئاب، والتراجع والانسحاب والغضب.

وتستمر الأعراض النفسية للحروبما بين شهر إلى ثلاثةأشهر، وإذا ما تعدت تلك الشهور فهذا يعني أن الأعراض تحولت لمرض يحاجة لتدخل علاجي سريع ومكثف.

ومن المهم بمكان أن يتجنبالأهل أو من يحيطونبالضحية ترديد جمل مثل "من ايشخايف، خلصت الحرب، أو ما تخاف، عيب عليك تبكي..." والتييكون من ورائها رسائل تُحمل الشعور بالذنب واتهام الضحية بما سببه العدوان أو مآسي الحرب.

ويعمل خط حماية الطفل الفلسطيني (121)، على مدار 24 ساعة طيلة أيام الأسبوع، لتقديم الإرشاد والدعم النفسي الأولي لمن يحتاجه، وخاصة ضحايا الحروب المتكررة على المدنيين، حيث قدم الخط الدعم والمساندة ل 3217 متوجه منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة الى الآن.