الرئيسية » تقارير نسوية » نساء حول العالم »  

منذ 65 عاما.. كيف غيرت روزا باركس شكل الولايات المتحدة إلى الأبد؟
02 كانون الأول 2020

 

واشنطن-نساء FM- قبل 65 عاما، نجحت امرأة في القضاء على أسوأ قوانين العنصرية والتمييز بين البشر في الولايات المتحدة والتي كانت تعرف باسم قوانين جيم كرو.

كانت قوانين جيم كرو، التي تم سنها بعد انتهاء الحرب الأهلية الأميركية في عام 1865، تقضي بالفصل العنصري التام بين البيض والسود، بما في ذلك داخل  حافلات الولايات الأميركية الجنوبية، فالجزء الأمامي في الحافلة مخصص للبيض، والجزء الخلفي مخصص للسود، كما لا يحق للسود استخدام مكتبات البيض أو الحمامات الخاص بهم.

وفي أول من ديسمبر 1955، رفضت امرأة تدعى روزا باركس، حين كان عمرها 42 عاما، في مدينة مونتغمري التابعة لولاية ألاباما، أوامر سائق الحافلة بأن تتخلى عن مقعدها لرجل من ذوي البشرة البيضاء ليجلس مكانها، كما تقتضي قوانين جيم كرو.

كانت باركس في طريقها إلى المنزل من العمل في ذلك المساء وجلست في الكرسي الأمامي في الجزء الخلفي المخصص للسود في الحافة، وعندما امتلأ الجزء الأمامي المخصص للبيض، طالبها سائق الحافلة بالتخلي عن مقعدها حتى يتسنى لراكب أبيض الجلوس، لكن باركس رفضت، لذا اعتقلتها الشرطة، وبعد أربعة أيام، أدينت باركس بالسلوك غير المنضبط، وتم تغريمها 14 دولارا لانتهاكها قوانين الفصل العنصري في الولاية.

أثار هذا القرار موجة غضب بين السود في الولاية، وتم تنظيم وقفات احتجاجية اعترضا على هذا الفصل العنصري بزعامة مارتن لوثر كينغ، كما قام السود بمقاطعة الحافلات المدينة لمدة 381 يوما، مما تسبب في خسائر كبيرة لشركة الحافلات، لأن السود كانوا يمثلون 70% من سكان الولاية.

وفي نوفمبر 1956، أعلنت المحكمة العليا في الولايات المتحدة عدم قانونية قوانين الفصل العنصري في الحافلات، وعدم دستوريتها، وفي عام 1964 تم إلغاء جميع قوانين الفصل العنصري في الأماكن العامة، ليطلق عليها "أم الحركات المدنية المعاصرة".

وبعد نجاح حملة المقاطعة، استمرت باركس في جهودها لإلغاء قوانين العنصرية، لدرجة أنها فقدت وظيفتها وتلقت تهديدات بالاغتيال.

وتقديرا لجهودها، أطلق عليها الكونغرس الأميركي "السيدة الأولى للحقوق المدنية"، كما حصلت على الوسام الرئاسي للحرية عام 1996، والوسام الذهبي للكونغرس الأميركي عام 1999، وهو أعلى تكريم مدني في البلاد.

وفي عام 2005، توفيت باركس عن عمر يناهز 92 عاما، وعرضت جثتها بمبنى الكابيتول، وذلك قبل أن يتم نقل رفاتها نحو مدينة ديترويت بولاية ميشيغان.