الرئيسية » تقارير نسوية » نساء حول العالم »  

قلق لدى الأفغانيات من “تحولهن إلى ضحايا السلام”
20 تشرين الأول 2020

 

كابول-نساء FM-تحت عنوان: “قلق لدى الأفغانيات من أن يتحولن إلى ضحية السلام” قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن المفاوضات التي انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة بين حكومة كابول وقادة حركة طالبان؛ وعلى الرغم من أن نتائجها غير مضمونة، فإنها وضعت النساء الأفغانيات في حالة خوف من تراجع المستوى الضئيل من الحريات الذي يتمتعن به.

وتنقل الصحيفة عن نيلوفار أيوبي، وهي مواطنة أفغانية قولها إنها لم تعد تغادر المنزل إلا بمرافقة أشخاص مسلحين وذلك بعد تزايد الهجمات ضد النساء في مدينة كابول. واستهدفت الهجمات الأخيرة نائبة في البرلمان، ورئيسة قسم شرطة إضافة لإحدى المدافعات عن حقوق الإنسان، جميعهن تعرضن للاغتيال من طرف مسلحين.

وتعمل أيوبي البالغة من العمر 25 عاماً مديرة لورشة لصناعة الأثاث غرب العاصمة الأفغانية، كما تتولى تسيير جمعية خاصة بمساعدة الأطفال والمعوزين. وهي مسؤوليات يرفضها الإسلاميون المحليون، خاصة أنها كانت تقود سيارتها الخاصة قبل فترة وجيزة وهو ما يعرّضها لتكون أحد أهدافهم.

وتقول أيوبي إن الدولة عاجزة عن توفير الحماية للمواطنين وبالتالي عليهم حماية أنفسهم. وقد قامت أيوبي بتغيير نمط حياتها، حيث تخضع الشقة السكنية التي تقيم فيها هي وزوجها وأبناؤها الثلاثة في الطابق التاسع بأحد الأحياء الراقية في كابل؛ تخضع للحراسة الدائمة من طرف حراس خصوصيين.

وفي وقت يتأجل السلام في أفغانستان نتيجة تعثر المفاوضات التاريخية التي انطلقت في الدوحة يوم 12 سبتمبر بين الحكومة الأفغانية والحركات المسلحة، تقول أيوبي إنها قلقة أكثر من أي وقت مضى على مستقبلها ومستقبل بلدها.

وفي حال المغادرة المتوقعة للوحدات العسكرية الأمريكية بموجب اتفاق تم توقيعه مع حركة طالبان يوم 29 فبراير، ستصبح للحركة الكلمة العليا في البلاد. وبحكم تغلغل حركة طالبان في السلطة وتفسيراتها المتشددة للنصوص الدينية، تزداد المخاوف لدى شرائح واسعة من الشعب الأفغاني خاصة النساء من فقدان المكتسبات التي تحققت منذ سقوط نظام طالبان نهاية 2001، مثل الحق في التعليم والعمل.

وتقول أيوبي إنه قبل المفاوضات الحالية، لم تكن النساء هدفا محددا للهجما المسلحة، لكن منذ بدء الجولة الثانية من المفاوضات بين كابول وطالبان، أصبحت النساء هدفا واضحا للهجمات. وهو مؤشر خطر لجميع الأفغانيات وخاصة اللواتي يفاوضن طالبان.

وتتحدث أيوبي عن ذكرياتها مع حكم طالبان بين 1996 و2001، حيث وعلى الرغم من صغر سنها، إلا أنها تعرضت للتوقيف بسبب عدم ارتداء النقاب في مسقط رأسها بمدينة قندز شمال البلاد. وقام مسلحو الحركة بصفعها محذرين إياها من الخروج من المنزل دون ارتداء النقاب وهي التي لا يتجاوز عمرها آنذلك 4 أعوام. وتقول إنها ظلت وحتى الثالثة عشرة من عمرها تتخفى في شكل صبي بناءً على نصيحة والدها وهي ظاهرة شائعة في أفغانستان تسمى (باشا بوش).

هذا القلق لدى جزء عريض من المجتمع الأفغاني، وصل صداه إلى وفد المفاوضات الحكومي في الدوحة. وتقول فوزيه كوفي التي أصيبت بجروح خلال هجوم في 14 أغسطس الماضي، إن وجود نساء ضمن فريق المفاوضات عن الطرف الحكومي يزعج قادة الحركات المسلحة في أفغانستان.

وتعرب فخيرة ممتز، وهي من أقلية “هازارا” ذات الأغلبية الشيعية عن قلقها العميق من فشل المفاوضات، حيث سيؤدي ذلك إلى ارتكاب مجازر جديدة في أفغانستان. وتؤكد فخيرة أنه في المستقبل القريب ستؤدي عودة طالبان إلى المشهد إلى تراجع حقوق النساء خاصة أن تلك الحقوق المتاحة حاليا قليلة.

وترى فخيرة وهي مدربة يوغا في غرب كابول تبلغ من العمر 43 عاماً، أن العودة المحتملة لطالبان إلى المشهد السياسي في البلاد، أدى بالمتطرفين إلى التعبير عن آرائهم وتهديد الناس ومن بينهم فخيرة نفسها التي تعرضت للتهديد مرات من قبل الملالي الذين دعوا الشباب إلى الانتفاضة في وجهها وتصفيتها.

وتقول فخيرة: “نحن النساء كنا ضحايا الحرب، لكننا كذلك سنكون ضحايا السلام” وتعبر فخيرة إلى جانب سيدات أخريات عن شعورهن بأن المجتمع الدولي وتحديدا الولايات المتحدة خذل الأفغان.

وتقول: “لقد عملوا لسنوات من أجل تكريس الديمقراطية وحقوق الإنسان في أفغانستان فلماذا يتفاوضون حالياً مع أولئك الذين لا يؤمنون بتلك المبادئ؟”.

ولا يبدو أن الخطاب الرسمي للحكومة الأفغانية حول مفاوضات السلام سيغير شيئاً في الواقع، حيث تستمر أعمال العنف في مناطق عدة وخاصة في إقليم هلمند الذي شهد معارك عنيفة منتصف أكتوبر. وتقول فرحان فوروتان وهي صحافية تلفزيونية بالقناة الأولى: “نشاهد في الأخبار يومياً تصاعد وتيرة الهجمات بشكل كبير.. عملية المصالحة الوطنية الحالية لا تدعو للتفاؤل”.

فرحان من بين نساء قلائل يعملن في مهنة الصحافة بأفغانستان قمن بتغطية المفاوضات في الدوحة، وانتشرت صورها بشكل واسع وهي تحاور أحد أعضاء وفد الحركات المسلحة دون ارتداء الحجاب.