الرئيسية » تقارير نسوية » صحتك »  

صوت| المعلمون والعاملون في المجال الصحي الأكثر عرضة للاحتراق الوظيفي
13 تشرين الأول 2020

 

رام الله-نساء FM-سلين عمرو –تخيّل/ي أن رئيسك بالعمل أرسل لك ليلا بريدا إلكترونيا بخصوص مهمة غير واضحة، ثم رسالة على هاتفك بضرورة معالجتها لطرحها في اجتماع مفاجئ في اليوم التالي. كيف ستكون ردة فعل جسدك وعقلك؟

دقات قلب سريعة، أنفاس متقطعة، تقلص في العضلات، ثم يحل القلق بأسئلته: هل سيطردني إذا لم أقم بالعمل؟ هل أنا مناسبة للقيام به؟ إلى أي حد يمكن لمديري وزملائي الاستهزاء بي خلال الاجتماع؟ تلك استجابة أجسادنا لمتلازمة الاحتراق النفسي المهني.

وحول ذلك، تحدثت الاخصائية الاجتماعية سوزان غوشة لنساء إف إم ضمن برنامج ترويحة أن الاحتراق الوظيفية هو مرحلة يصل فيها الفرد في عملة لفترة يفقد فيها الطاقة، الدافع على الاستمرار، وحب العمل،  وهي حالة من الإنهاك الفكري والعاطفي والجسماني نتيجة الاستغراق في العمل، فلا يعد يمتلك القدرة على تقديم المزيد في مكان عمله.

وترجع غوشة ذلك لعدة أسباب، منها ما هو داخلي متعلق ببيئة العمل، وأخرى خارجية مرتبطة بالظروف الشخصية للفرد والحياة الاسرية، وأسباب أخرى تتعلق باشكاليات في شخصية الفرد وقدراته وامكانياته.

وبالتالي بيئة العمل مؤثرة جدا، مثل صغوطات العمل، والاستمرار لساعات طويلة متتالية، والعمل بلا راحة، كما أشارت غوشة الى مشاكل الاتصال مع المدير، وعلاقة الزملاء بعضهم ببعض، وفقدان بيئة العمل للمحفزات جميعها تؤثر في استمرارية وتطور الفرد فيمكان عمله.

اما بما يتعلق بالعوامل الخارجية، فتشير الأخصائية لخصوصية كل حالة، فكل فرد يعاني في حياته بشكل مختلف عن الاخرن من مشاكل اسرية، من ضغوطات مجتمعية، ومن امكانية الاستمرار بالعمل تبعا لظروف العائلة، كما اشترك الجميع مؤثر في ظرف عالمي، وهو جائحة كورونا التي حركت الحياة من حول الأفراد بشكل لم يتوقعونه، فأصبحوا مضطرين للعمل في مختلف الظروف وأصعبها بسبب الحاجة لمصدر دخل.

و تؤكد الى جانب هذه النقطة الأخصائية ان العاملين في قطاع الصحة والمعلمين هم اكثرعرضة للاصابة بالاحتراق الوظيفي، فالمعلمين أصبحوا مضطرين للتكيف مع التعلم الالكتروني، الى جانب الخوف من الفايروس، أصبح هناك ارباك في حتمية انجاح العملية التعليمية، في ظل اختلاف الأدوات، وقل التواصل مع الزملاء والطلبة.

كما أن العاملين والعاملات في القطاع الصحي، خط الدفاع الأول في مواجهة الفايروس تعرضوا لضغوطات عدة، أمام عملهم المكثف والمستمر على مدار الأشهر الماضية، وخوفهم من الاصابة بالمرض ونقله لعائلاتهم الذين اضطر بعضهم الانقطاع عنهم لأسابيع وأيام .

لماذا النساء الأكثر عرضة للاحتراق الوظيفي ؟

تجيب الاخصائية غوشة، "الى جانب الأسباب التي تطال الرجل والمرأة هناك أسباب أخرى تعاني منها النساء بشكل خاص، منها التنمر الذي تتعرض له في ببئة العمل، الاعباء الداخلية والخارجية فهي أكثر تحملا للمسؤوليات، بالإضافة للتحرش الذي قد تتعرض له أحيانا في بيئة العمل، فالضغط النفسي يؤثر على الضغط الوظيفي ."

وتنصح غوشة الابتعاد عن لوم النفس، لأن ذلك لا يعطيك الفرص، وانما الاستثمار في مكان العمل، والتطوير من القدرات الذاتية، لأن المعظم مضطر للتعايش مع ظروف العمل في ظل الحاجة المالية، والظروف الاقتصادية الصعبة وقلة فرص العمل، وندرة الحلول والبدائل.

يذكر أن منظمة الصحة العالمية حدثت تعريفها للاحتراق النفسي عام 2019، على أنه "ناتج عن ضغوط مزمنة في مكان العمل لم تتم إدارتها بنجاح". يعمل هذا التعريف الجديد على زيادة الوعي بالاحتراق النفسي، وتقوية ارتباطه بالعمل، كمتلازمة نفسية تظهر في هيئة استجابة بعيدة المدى.

لم يكن إبلاغ النساء عن مستويات أعلى من الاحتراق النفسي المهني مقابل الرجال غريبا، وهو ما حددته إحدى الدراسات المنشورة بموقع المكتبة الوطنية الأميركية (NCBI) للطب بأن عدم المساواة بين الجنسين في مكان العمل يؤثر على الصحة العقلية المهنية، فتتمتع النساء بمستويات منخفضة من سلطة اتخاذ القرار، وغالبا ما يكنّ مؤهلات لأدوار أعلى، مما يؤدي في النهاية إلى تقليل الرضا عن ذواتهن في العمل.