الرئيسية » تقارير نسوية » نساء حول العالم »  

لا شيء يحدث عندما تُغتصب امرأة في نيجيريا !
21 أيلول 2020

 

نيجريا-نساء FM-أصبح مئات الآلاف من الأشخاص حول العالم على علم بقضية الطالبة الشابة أووا أوموزوا، التي كانت تدرس في الكنيسة بلاغوس في نيجيريا، وتعمل للحصول على شهادة في علم الأحياء الدقيقة، عندما تعرضت للاغتصاب العنيف الذي أودى بحياتها متأثرة بجروح قاسية من مهاجمها.

وقالت الكاتبة ألوتايمهين أديجباي، في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" (nytimes) الأميركية، إنه خلال تلك الفترة، عرض مضيفو البرامج الحوارية والصحف والمدونات صورا لوجه أوموزوا الضاحك مصحوبا بوسم "#العدالة لأووا".

وانتقد الناس رد الفعل العام تجاه الكنيسة، التي تعرضت أوموزوا للاعتداء في أحد فروعها. هذا الموقف لم يسبق له مثيل، لأن النيجيريين نادرا ما ينتقدون أي شيء يتعلق بالكنائس.

وكان هناك إجماع على أن هذا النوع من العنف غير مقبول بشكل قاطع، فالمرأة النيجيرية ليست في أمان ويجب القيام بشيء حيال ذلك، بحسب الكاتبة.

قصص اغتصاب تتكرر

في غضون أسابيع من حملة "#العدالة لأووا"، ظهرت قضية اغتصاب أخرى لامرأة شابة تُدعى سييتان باباتايو، ادعت بأن دي بانغ، النجم الرائد والمحبوب في صناعة الموسيقى النيجيرية، اقتحم غرفتها في الفندق واغتصبها.

على عكس أوموزوا، عاشت باباتايو لتروي قصتها. وهذه المرة، كانت الاستجابة مختلفة للغاية، فالعديد من الناس، بمن فيهم ناشط بارز في مجال حقوق الإنسان، شككوا بادعاء باباتايو وتصوراتها عن تجربتها. وألقوا باللوم عليها متسائلين عن سبب وجودها في الفندق.

وأصبحت دوافعها موضوع تكهنات محتدمة واتهمت بأنها لا تريد سوى القليل من شهرة وأموال دي بانغ. حتى أن أقوالها وحدها لم تكن كافية لتصديقها، بل احتاج النيجيريون إلى جثتها ليقتنعوا. لكن اتضح أن باباتايو ارتكبت خطأ فادحا عندما بقيت على قيد الحياة.

بين يناير/كانون الثاني ومايو/أيار الماضيين، تم الإبلاغ عن أكثر من 700 حالة اغتصاب في نيجيريا (بيكسابي)

العنف الجنسي

ترى الكاتبة أن النفاق هو ميزة نموذجية في نيجيريا، وهي دولة تقوم على مزيج قاتل من الثقافة الأبوية العنيفة والعلاقة المرتبطة بالجنس. في هذا البلد، ينشأ الرجال على أن وظيفة المرأة تختزل بتلبية احتياجاتهم وتأكيد رجولتهم من خلال الجنس، والرجال والفتيان يتمتعون بكل الصلاحيات لممارسة الهيمنة.

بين يناير/كانون الثاني ومايو/أيار الماضيين، تم الإبلاغ عن أكثر من 700 حالة اغتصاب في نيجيريا.

ولأنه لا يتم الإبلاغ عن الاغتصاب بشكل عام ويتم التعامل مع العنف الجنسي في نيجيريا باعتباره من المحرمات أو "مسألة عائلية"، فمن الآمن أن نستنتج أن العدد الحقيقي لحالات الاغتصاب أعلى بكثير. علاوة على ذلك، فإن قوة الشرطة الفاسدة تجعل الأمور أسوأ، بحسب قول الكاتبة.

شهادات ذات مصداقية

في الأعوام الخمسة الماضية، استخدمت مئات النساء وسائل التواصل الاجتماعي لتقديم شهادات ذات مصداقية حول العنف الجنسي الذي ارتكب من قبل الممثلين والمشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي والمحاضرين والزملاء والسياسيين والموسيقيين والقساوسة.

وتلجأ هؤلاء النساء لمواقع التواصل الاجتماعي كونها تقدم لهن فرصة ولو كانت ضئيلة لمشاركة قضاياهن. كما أن معظم الناجيات اللاتي يتقدمن بهذه الادعاءات لا يتوجهن إلى النظام القضائي، لأنهن يعرفن أن مجتمعاتهن غير منصفة.

في الحقيقة، إن آلام النساء والفتيات ببساطة لا تحظى بأي اهتمام في نيجيريا. فالألم الأنثوي هو جانب أساسي من النظام الاجتماعي في نيجيريا. وكلما ازدادت الإساءات التي يمكن للمرأة أن تتقبلها بخنوع، زادت الفضيلة التي يمنحها لها الأشخاص من حولها. أما النساء اللواتي ينددن بهذه الإساءات فيواجهن المتاعب، وفق الكاتبة

ما الذي يمنعه من اغتصابها؟

في عام 2019، على سبيل المثال، قالت المصورة بوسولا داكولو، إن بيودون فاتوينبو، قس كنيسة إنجيلية ذات شعبية كبيرة، اغتصبها في مناسبتين قبل حوالي 20 عاما، عندما كانت قاصرا.

لم تكن داكولو أول امرأة تتهم السيد فاتوينبو بالاغتصاب. إثر ذلك، تنحى القس بشكل مؤقت، لكنه عاد إلى المنبر في غضون شهر.

وذكرت الكاتبة أنه في نيجيريا لا يحاسب الرجال المدانون بجرائم الاغتصاب، بل عادة ما تلام المرأة بشكل خاص. وعند مواجهة مزاعم الاغتصاب، نتساءل "نظرا للظروف، لماذا يغتصب هذا الرجل امرأة ما؟" لكن في نيجيريا، السؤال الذي يطرح هو "ما الذي يمنعه من اغتصابها؟".

 

المصدر : نيويورك تايمز