الرئيسية » تقارير نسوية » عالم المرأة »  

صوت| كيف نتجنب الصداقة المسمومة ؟
17 أيلول 2020

 

رام الله-نساء FM-سيلين عمرو- وفقاً لغاري ليفاندوفسكي، رئيس قسم علم النفس بجامعة مونموث في نيوجيرسي، فقد كشف بحثٌ لم يُنشر بعد عن أن ما يحدث في العلاقات العاطفية الطويلة هو ما يحدث في علاقات الصداقة، فالأصدقاء يتبادلون سماتهم الجيدة وتدمج بدون وعي في شخصياتهم.

ويقول عالم النفس إن "علاقات الصداقة التي نرضى عنها ونلتزم بها لفترة طويلة هي العلاقات التي تساعدنا في النضوج".

للعلاقات الاجتماعية القوية دورٌ في الحفاظ على الصحة، وتقوية الجهاز المناعي، وتقليل الضغوط، والعيش لمدة أطول، لكن بالطبع لا ينتمي كل أصدقائنا لهذه الفئة.

يكون الأصدقاء هم الأفضل في الحياة، حتى يأتي الوقت الذي يصبحون فيه الأسوأ، وهذا هو الوقت الذي قد تصبح فيه الأمور صعبة للغاية ويحين موعد إنهاء علاقة صداقة أو طلاق الأصدقاء. 

 

فإذا كان صديقك يضغط عليك، أو يخيفك بتصرفاته وعدم وقوفه إلى جانبك في أوقات الاحتياج والشدة، أو يقول أشياء عنك وراء ظهرك لا تحبذها أو اكتشفت استغلاله لك مادياً وعاطفياً- فأنت تتعامل مع علاقة صداقة سامة، والتعامل مع هذا النوع من الصداقات شيء مؤذٍ لك نفسياً وحياتياً بدرجة كبيرة.

أحياناً يكون من الصعب معرفة كيفية التخلص من الأصدقاء السامين، ولكن هناك بعض الطرق والنصائح التي تُمكنك من إنهاء الصداقة السامة بأمان، والتي تحدث عنها خبير التنمية البشرية والطبيب النفسي، أكرم عثمان، ضمن برنامج ترويحة.

حيث اشار عثمان الى أن الصداقة انسجام، توافق و توازن في الافعال والمشاعر، وتبادل الاحترام والحب، وبالتالي علينا التفريق بين صداقة الاحترام المتبادل، و الصداقة المنفعية.

واوضح أن هناك بعض التصرفات التي تُنذر بتغيرات في علاقة الصداقة، منها النقد المستمر الجارح، الاحراج أمام الاخرين بما يتعلق بالتصرفات و الشكل الخارجي، وعندما تصبح الصداقة عبء في حياتنا.

وتابع، "إذا تلمس الصديق هذه التصرفات وأذاها على العلاقة لابد في البداية من تحديد طبيعة العلاقة التي تربط الشخصين مع بعضهم البعض، فإذا لم تكن صداقة مصلحة، فالخطوة الأولى تتمثل في مصارحة ومكاشفة الطرف الاخر، قد تكون هذه الخطوة لتعديل السلوك وتسليط الضوء على ضرورة العدول عن بعض التصرفات، ان جاء التغيير تكون صداقة حقيقية اما اذا استمر الأذى فهنا يجب انهاء العلاقة بكل ود واحترام."

وهناك بعض الطرق والخطوات الصحية التي يجب اتباعها عند إنهاء الصداقة،  الخطوة الأولى تتمثل  بالاعتراف بحقيقة أن هذه العلاقة سامة ومُدمرة.

والتوقَّف عن تبرير سلوكيات صديقك، ويجب إدراك أنك لا تستطيع تغيير صديقك السام أو سلوكه، ولكن يمكنك تغيير سلوكك أنت، كذلك يجب إدراك أيضاً أن الصداقة خيار، وليس عليك الاستمرار في قضاء الوقت مع شخص غير مناسب لك أو يُدمرك ويؤذيك.

ويوجد طريقتان يمكن الاختيار بينهما في إنهاء علاقة صداقة سامة، وهما، اولا التلاشي التدريجي، يتضمن هذا التكتيك ترك الصداقة تقترب من نهايتها الطبيعية، عن طريق الحدّ التدريجي من التفاعل الاجتماعي مع الشخص الآخر.

قد يكون التلاشي التدريجي من الصداقة خياراً جيداً إذا كنت خائفاً من المواجهة، أو إذا كان من المحتمل ألا يستمع الصديق أو يتقبل ما تقوله، أو في حالات الصداقة شديدة الإيذاء التي لن ترغب خلالها في رؤية الشخص الآخر مرة أخرى.

بشكل عام، يُجنبك التلاشي من الصداقة مشاعر الأذى، بدلاً من وضع مشاعرك على المحك، فتُظهر لصديقك أنك مشغول للغاية بحيث يتعذر عليه الوصول إليك.

يُمكنك إرسال رسائل نصية بدلاً من الاتصال، وحتى في حالات الاتصال يمكن قضاء وقت قصير بدلاً من استمرار التحدث فترات طويلة، واستخدام الردود القصيرة.

خيار حذف الشخص من وسائل التواصل الاجتماعي أمر متروك لك، وقد يكون من الأفضل عدم اتخاذ هذه الخطوة؛ حيث إنها تسترعي الانتباه فقط إلى حقيقة أنك تحاول الخروج من الصداقة.

إذا اخترت طريقة التلاشي التدريجي فأنت بشكل عام، تقوم بأشياء قد تحدث بشكل طبيعي في تغير إيقاعات حياتنا، الفارق أنك في هذه الحالة اخترت القيام بها عن قصد للخروج من الصداقة.

على الرغم من أن التلاشي من الصداقة قد يبدو أكثر الطرق لطفاً، فإنك قد تواجه صديقك هذا في موقف مُحرج يحاول خلاله تخمين ما يحدث أو لماذا اختفيت فجأة.

لكن على أي حال يكون التلاشي أفضل خيار لديك إذا كانت الصداقة سامة ولا تريد أن تجرح نفسك، أو إذا كنت قد تعرضت للأذى من قبل الصديق، أو إذا كنت لا تهتم بما يكفي لإعطاء تفسير له.

أما الطريقة الثانية فهي تتضمن هذه الطريقة الجلوس مع الشخص وإخباره بأن الصداقة قد انتهت، قد يكون هذا خيارا صعبا للغاية ويتطلب منك كثيراً من الشجاعة، لكنك قد ترغب في تجربة هذه الطريقة إذا كان التلاشي التدريجي لا ينجح، أو إذا كنت من الأشخاص الذين يفضلون جعل الأشياء واضحة.

الاستماع الى المقابلة :