الرئيسية » تقارير نسوية » عالم المرأة »  

صوت| العائلة ملجأ لنا كيف نؤسس له؟
09 آب 2020

 

رام الله-نساء FM-سيلين عمرو- في تجربة اجتماعية لإحدى قنوات اليوتيوب، تقوم على سؤال المارة في الشارع ماذا تعني العائلة لك؟

البعض اجاب بانها الملجأ، البعض يرى انها السند، اخرون اجابوا انها الحضن الدافئ القادر على احتضان افراده بايجابياته وسلبياته، والصادم ان بعضهم تمنى ان يكون لديه عائلة تهتم به و تكون قوة وسندا له .

وهذا الاختلاف يضعنا أمام تفسير بأن التأسيس لعائلة صحيحة سليمة كملجأ لأفرادها تحتاج للعديد من الخطوات و الوعي والادراك من قبل الشريكين وتختلف باختلاف البيئة و الاساليب التربوية .

ولا يمكن أن نقول أن هناك عائلة مثالية خالية من المشاكل، بالعكس! فإنما تقاس درجة تماسك عائلة ما على مدى قدرتها تجاوز المشاكل والمواقف الصعبة في الحياة، وكيفية التعامل معها ومدى تكاتف أفرادها وقوة تحديهم لهذه المشاكل.

وحول ذلك تتحدث المستشارة النفسية برلنت عفوري "لنساء إف إم" ضمن برنامج ترويحة، أن الأسرة أساس المجتمع وبناءها كملجأ لكافة أفراد الأسرة يتطلب الوعي بأهمية ذلك بالدرجة الأولى، و تبدأ من مرحلة اختيار الشريك وفهم كلاهما لما تعنيه الأسرة.

وتضيف أن الالتزام داخل الاسرة وكيف يتحمل كل فرد مسؤولياته، له دور في بناء ملجأ بشكل صحيح، بالإضافة  للتعاون و التشارك بين الزوجي، وما يتبع ذلك من أجواء ايجابية داخل الاسرة ينعكسا إيجابا على هذا الملجأ ويعزز من دوره في حياة كل منهما، مؤكدة على أهمية التقدير والاحترام بينهما .

الى جانب ذلك للتواصل الدائم بين افراد الاسرة، وتخصيص وقت يومي للنقاش في الامور العائلية يقوي العلاقات بينهم، ويبني جسورا من المحبة والثقة، ويؤسس لثقافة حوار ايجابية تنعكس على مفهومهم لما هي الاسرة .

وحول أسباب فقدان هذا الملجأ لبعض الاسر، تؤكد العفوري أنه لا يأتي بشكل لحظي  وانما بسبب تراكمات وسوء تأسيس للعائلة، مثل عدم التوافق بينهم، عدم وضوح الادوار، وعدم وجود أهداف واضحة للأسرة.

مشيرة الى سبب يتجاهله الكثيرون وهو صعوبة التعبير عن الحب و العاطفي الايجابية بين أفراد العائلة و الاقتصار العلاقة على الاهتمام المادي، فهذا من شأنه ان يضعف العلاقات الاسرية ويقودها للهاوية .

ولهذا انعكاسات سلبية تعود على الاسرة بنفسها و المجتمع، فالأسرة هي نواة المجتمع وأساسه اذا صلحت صلح المجتمع، وبالتالي خرابها سينعكس على كل المجتمع، بالإضافة لذلك تؤكد أن فقدان الأسرة كملجأ سيؤدي لخلل عن افرادها في التعبير عن انفسهم وآرائهم ومشاعرهم، وستتلقف الابناء أيادي غير ثقة.

وحول العائلة كتبت بيان عاروري أنه تكمُن عَظَمة العائلة بأنها تبني فينا كلّ ما يمكن بناؤه. نكون بين أيديهم صلصالا طريا، فيضعون في خليطنا ما أرادوا، ليشكّلونا بقالب معيّن، على الأقل في الفترة الأولى من حياتنا، والتي هي بطبيعة الحال أهم المراحل. في العائلة نقابل الرحمة والأمان والرضى والحُبّ لأجل ذاتنا، ونتعلم كيف يساند البشر بعضهم. دون العائلة ما كنّا لنتعرف على معظم المفاهيم، ولا نتفقّه في المشاعر، حتى نعرف ما هي التضحية، أو كيف يبدو شكل التضامن الحَقّ؟ العون والمواساة، والأهم الانتماء الذى يتبعه الوفاء.

العائلة لا تعني أبداً التشابه المُطلق؛ هذه فكرة غير ناضجة، ولا وجود لها سوى في المدينة الفاضلة. لأن العائلة هي هذا الرباط المقدّس في صلة الدمّ، التي تجعلنا قادرين على الاعتراف بالاختلافات الكثيرة بيننا وإدراكها ثم تجاوزها، بل وجعلها حبكات سريّة لذيذة، ومنبت قصص مضحكة، توثّق أيامنا وتؤنس وحشتنا. أفراد قلّة نتشارك معهم الضائقة المخيّبة والفاجعة، بمقدار ما نقتسم معهم أفراحنا الصغيرة وساذجاتنا العديدة دون حرج.