الرئيسية » نساء واعمال » نساء حول العالم »  

ثلاث حكايات لنساء عربيات مهاجرات.. مهن صغيرة رغم المؤهل العالي !
11 حزيران 2019

 

رام الله-نساء FM: نساء عربيات يحملن شهادات مختلفة، ولا يجدن فرصة مناسبة للعمل بتخصصاتهن، في كندا، لذا يقمن بالعمل في مهن أخرى لا تمت بصلة لتخصصاتهن وشهاداتهن اللائي عملن بها قبل الهجرة إلى كندا.

ويمتهن العرب في كندا مهنا متنوعة، حيث يوجد الأكاديميون والسياسيون والحرفيون، إضافة إلى الأعمال المختلفة.

فكندا لا تقبل الشهادات ولا تعترف بها إلا بعد معادلتها وفق السياق الكندي أو بدء دراسة تخصص جديد، وهذا ما يقابل المهاجرين والمهاجرات هناك.

والمشكلة لا توجد عند الذين درسوا في كندا، إنما حملة التخصصات من العرب الذين هاجروا إليها، فكندا لا تقبل الشهادات إلا بعد معادلتها وفقا للأنظمة المتبعة، لذا فإن أرض الأحلام ليست خالية من العقبات أو التحديات.

هكذا يمكن أن نصف كندا التي هي محط أنظار كثير من الناس، الذين يتمنون الهجرة إليها، لكن بعد الوصول لا يجدون الحلم الوردي حقيقة، بل يجدونه ضربا من الخيال، إذ لا بد للمهاجر إلى كندا أن يكون مرنا ليستطيع التأقلم مع واقع الحال.

من التحليلات الكيمائية إلى الوساطة العقارية

هنادي عقاد، كندية سورية، باحثة وتخصص بكالوريوس كيمياء حيوية، عملت محللة في المختبرات قبل الهجرة إلى كندا.

هاجرت إلى كندا عام 2002، ومنذ وصولها عملت بعدة تخصصات، منها التدريس، وحاولت معادلة شهادتها لكنها في الوقت نفسه لم تكن راغبة في عمل يفرض عليها ساعات محددة.

 

تقول هنادي للجزيرة "أحب عمل التصميمات، ورغم أنني لم أدرس الهندسة فإنني صممت بيتي وقمت ببنائه، ومن هنا جاء حبي لمزاولة مهنة الوسيط العقاري، لذلك درست في كلية بكندا هذا التخصص، وبدأت العمل به وواجهت صعوبات في هذا المجال لأن تخصصي البحوث والكيمياء البعيد عن مجال الأعمال ومزاولتها، وكان غريبا علي تماما".

لكن الجميل في كندا أن الإنسان كل يوم يتعلم الكثير من الأمور، ولمن يريد العيش والنجاح في هذا البلد لا بد أن يدرس سوق العمل، إضافة إلى معرفة ميوله الشخصية والتخصص الذي يحب أن يعمل فيه؛ فهذا يساعد كثيرا في تحقيق الهدف.

مرونة التفكير والعمل

تضيف هنادي "أما مسألة كوني أحمل شهادة وتخصصا معينا ويجب العمل به في كندا فهذا لا يتحقق كثيرا لأنه يصطدم بعقبات سوق العمل واحتياجاته، إضافة إلى أن معادلة الشهادة قد تأخذ سنوات طويلة وبعدها قد لا يجد الشخص إمكانية العمل في هذا المجال".

وتتابع "لذا يجب على الشخص إذا أراد النجاح في كندا ألا يتمسك بالعمل في تخصه، خاصة إذا كانت فرصة العمل في مجاله غير متاحة أو صعبة.

 

وتبين هنادي أنه رغم نجاحها في عملها كوسيط عقاري، وبعد تجربتها العمل في هذا المجال، فإنه "لو أتيحت لي فرصة العمل بتخصصي في مجال البحوث والكيمياء فأنا بالتأكيد سأفضل العمل في هذا المجال الذي لا يزال يسيطر على تفكيري وحياتي".

إذا لم تجد الكتاب الذي تريد.. فاكتبه أنت!

خديجة عباس يمنية هاجرت إلى كندا منذ سنتين، وسبقتها خمس سنوات في أميركا، درست فيها تخصص علم النفس في جامعة "مسيوم" (MSUM) في ولاية منسوتا.

 

تقول خديجة "بعد وصولي كندا حاولت معادلة الشهادة وإكمالها لكنني صدمت أنهم قبلوا بعض المواد، وعليَّ دراسة الكثير من المواد من البداية".

 

أصيبت بالإحباط وبعد فترة قررت البدء بشكل عملي بالتخطيط لحياتها، وانطلقت من مقولة "إذا لم تجد الكتاب الذي تريد فقم أنت بكتابته". ومن هنا خططت لتكتب كتابها بطريقة تحبها وتتلاءم مع قدراتها، حتى ولو لم تكن التخصص الذي درسته، وأجلت حلم العمل بتخصص علم النفس.

 

تقول خديجة عباس "كوننا نفتقد كمجتمع عربي في كندا توابلنا المميزة، التي تكون بنكهات غير موجودة في كندا، وحبي لعمل خلطات التوابل؛ دفعني ذلك للتفكير في مشروع إعداد البهارات وتسويقها في المجتمع الكندي".

 

"أنا سعيدة بالنجاح الذي حققته، وأحلم بأن تكون لي في المستقبل شركة في هذا المجال"، كما تقول خديجة.

 

 

من علم أصول الدين لمستشارة مستحضرات تجميل

حنين الشاعر، كندية فلسطينية، خريجة كلية الشريعة علم أصول الدين، عملت في مجال التدريس بالأردن.

 

تقول حنين "كان حلمي بعد الوصول لكندا دراسة تخصص ماجستير في حقوق المرأة، لكن مع مسؤولياتي كأم لثلاثة أطفال وجدت صعوبة في إكمال دراستي، ويجب إيجاد فرصة عمل تتناسب مع وضعي كأم، واحتمالية العمل بالتدريس مستحيلة لعدم وجود فرص عمل تتلاءم مع مؤهلي".

قررت تحدي نفسها وتجرب العمل في مجال جديد، وكان قرارها العمل مستشارة لشركة مبيعات لمستحضرات البشرة والتجميل.

 

تقول حنين الشاعر "أشعر بالسعادة في عملي لأنني أقدم نصائح لسيدات لاجئات من سوريا تعرض بعضهن لتشوهات نتيجة المواد الكيميائية، وأنا راضية عن نجاحي في عملي، ولكنني مصممة على إكمال دراستي في المستقبل في تخصص الدفاع عن حقوق المرأة".

 

الوجود العربي والإسلامي في كندا

يعود الوجود العربي في كندا لعام 1882، عندما وصل أول شاب عربي واسمه إبراهم بو نادر إلى كندا قادما من قرية زحلة في لبنان، وبحلول عام 1901 كان هناك نحو ألفي شخص في كندا من أصل عربي.

 

أما اليوم فيبلغ عدد العرب -وفقا لآخر إحصائية تعداد للسكان في كندا لعام 2011، ووفقا لما نقله المعهد الكندي العربي- 75025 بزيادة بنسبة 33% عن إحصائية 2006.

أما وجود المسلمين فيرجع لعام 1867، حيث وجدت إحصائية عام 1871 أن 13 مسلما أوروبيا جاء أغلبهم من البوسنة إلى أميركا الشمالية، مثلهم مثل المهاجرين الأوروبيين من بقية الأديان.

ووفقا للمسح الوطني الكندي لعام 2001، بلغ عدد مسلمي كندا نحو مليون مسلم.

 

ويعتبر الإسلام الدين الثاني بعد المسيحية في كندا، حيث يشكل المسيحيون 67%، و24% بلا دين، أما المسلمون فيشكلون 3.2% واليهود يشكلون 1%.

ويحرص العرب على الحصول على الشهادات العليا والجامعية، وفقا ما ذكرته الدراسات الكندية لعام 2001، حيث إن 30% من الكنديين من أصول عربية يحرصون على نيل الشهادات الثانوية والجامعية مقابل 15% من الكنديين الذين يحرصون على نيل هذه الشهادات.

كما أن 10% من الكنديين العرب يحملون شهادات ماجستير ودكتوراه مقابل 5% من الكنديين.

 

المصدر : الجزيرة