الرئيسية » صحتك »  

آلام الأذن في فصل الشتاء... أسباب مختلفة
13 كانون الثاني 2019

 وكالات - نساء FM:- يعرف الآباء والأمهات مدى شيوع الشكوى من آلام الأذن لدى الأطفال، وخاصة في فصل الشتاء. ولكن البالغين يمكن أن يصابوا أيضاً بألم متكرر في الأذن. وحصول الألم في الأذن لا يعني بالضرورة أن هناك التهاباً ميكروبياً في داخل أحد أجزاء الأذن الثلاثة، أو أن ثمة تلفاً فيها؛ بل هناك أسباب متنوعة قد لا يفكر البعض فيها عند بدء المعاناة من الألم في الأذن. وتكون المعالجة تبعاً للسبب وراء الشعور بالألم في الأذن.

أسباب ألم الأذن

تفيد الأكاديمية الأميركية لطب الأذن والأنف والحنجرة بما ملخصه أن: «ألم الأذن إحدى المشكلات الطبية المنتشرة في كافة الأعمار، وخاصة عند الأطفال. ورغم أن البعض قد ينزعج جداً من ذلك الألم، ويُصاب بالقلق، فإن الأمر عادة يكون ناتجاً عن إصابة طفيفة، ويتحسن غالباً في غضون أيام قليلة، بتلقي العلاج. وألم الأذن يمكن أن يكون ألماً حاداً يظهر فجأة، أو ألماً حارقاً، أو لا يمكن تحديد طبيعته من قبل المصاب. كما قد يكون في أذن واحدة أو في كلتيهما. وفي بعض الأحيان يستمر طوال الوقت، وفي أحيان أخرى قد يخف ثم يزيد».

وهناك عدة أسباب شائعة للشعور بالألم في الأذن، أكثرها انتشاراً في فصل الشتاء ثلاثة أسباب، وهي:

- تجمع كتل شمع الأذن داخل نفق الأذن.
- الالتهابات الميكروبية في الأذن الخارجية.
- الالتهابات الميكروبية في الأذن الوسطى.

كما أن هناك أسباباً أخرى أقل شيوعاً، منها:

- ألم اختلاف الضغط على جانبي طبلة الأذن، أي فيما بين الأجواء الخارجية ومقدار الضغط في الأذن الوسطى.
- ألم الأذن المرافق لالتهابات اللوزتين أو الحلق أو الغدد النكافية.
- ألم الأذن بسبب مشكلات في بعض الأسنان أو وجود خراج ميكروبي حولها، وخاصة أسنان العقل.
- ألم الأذن في حالات إصابة «المفصل الصدغي الفكي» بالالتهابات الروماتيزمية، أو الإجهاد في حالات طحن الأسنان أثناء النوم.

الألم وشمع الأذن

في الحالات الطبيعية، تعمل الغدد الجلدية في نفق الأذن الخارجية على تكوين مادة شمعية، يختلف لونها من أصفر فاتح إلى أسود، كما تختلف كثافتها من كتلة لينة إلى صلبة جافة. ويوفر هذا الشمع وسيلة تنظيف للأذن من الغبار وغيره، وحماية لها من الميكروبات والحشرات والماء. وتقوم الأذن بدفع هذا الشمع إلى الخارج تدريجياً، لمنع تراكمه ولإعطاء فرصة لتكوين شمع جديد، أي أن الأذن تنظف نفسها بنفسها. وزيادة إنتاج هذا الشمع، أو تدني إزالته، أو التسبب بدفعه إلى الداخل من خلال الطريقة الخاطئة في تنظيف الأذن، يؤدي إلى تراكمه وتسببه في ألم بالأذن، أو ضعف السمع، أو حكة الأذن، أو طنين الأذن، أو اضطراب اتزان الجسم.

ولذا لا يُنصح طبياً باستخدام ماسحات القطن أو أشياء أخرى في محاولة لإخراج الشمع وتنظيف الأذن؛ لأن هذا سيعمل على دفعه أبعد داخل قناة الأذن، وجعله أكثر عرضة للتراكم والتصلب.

ولو ظهرت أعراض لحصول انسداد الأذن الشمعي، فإن التعامل السليم مع هذه الحالات هو مراجعة الطبيب؛ خاصة إذا كان الشخص قد خضع لجراحة بالأذن في السابق، أو كان مصاباً بثقب في طبلة الأذن، أو كان يعاني من التهابات ميكروبية مرافقة. ويتأكد الطبيب من وجود حالة انسداد الأذن الشمعي من خلال الفحص الإكلينيكي. والمعالجة إما بأن يقوم الطبيب بإزالة الكتلة الشمعية مباشرة، وإما بأن يصف وضع قطرات من مستحضرات علاجية خاصة بمعالجة هذه الحالة، لتليين كتلة الشمع وتسهيل خروجها، أو بأن يقوم بأي إجراء علاجي آخر ملائم.

وكذلك الحال لو كانت ثمة حشرة عالقة داخل نفق الأذن الخارجية، أو جسم غريب دخل فيها، فإن من الأفضل مراجعة الطبيب للتعامل السليم مع هذه الحالة.

التهاب الأذن الخارجية

وهناك عدة أجزاء في الأذن قد تصيبها الالتهابات الميكروبية، وينتج ألم الأذن عن ذلك بالتالي. ومنها: التهاب صوان الأذن، أو التهاب نفق الأذن الخارجية. وفي التهاب الأذن الخارجية يحصل التهاب ميكروبي، نتيجة دخول ماء ملوث بالميكروبات إلى نفق الأذن، كما عند السباحة، وبقاء ذلك الماء فيها، ما يصنع بيئة ملائمة لنمو الميكروبات. أي أن وجود حالة من الرطوبة الزائدة في الأذن، بفعل السباحة، أو التعرق الشديد، أو ارتفاع رطوبة الأجواء، أو بقاء الماء في الأذن بعد السباحة فترة طويلة، كلها عوامل تُسهم في صنع بيئة ملائمة لنمو البكتيريا. كما يمكن أن يؤدي الأسلوب الخاطئ في تنظيف الأذن الخارجية، باستخدام الماسحة القطنية أو أي شيء آخر صلب، أو استخدام سماعات أذن رديئة النوعية، إلى حصول خدوش وتهتك وتلف بطانة الجلد في قناة الأذن، ما يُسهل نمو الميكروبات وحصول التهاب عدوى البكتيريا للجلد داخل قناة الأذن.

ومن العوامل الأخرى: وجود حساسية جلدية في جلد الأذن، كالتي لأنواع من منتجات الشعر أو التنظيف، ما قد يُؤدي إلى حصول تهتكات جلدية، ترفع من احتمالات حصول الالتهابات الميكروبية.

وعند حصول هذه النوعية من الالتهابات الميكروبية، أو ما يُسمى التهاب أذن السباحين، فقد يشعر المصاب بحكة في الأذن، واحمرار داخل الأذن، وألم خفيف عند شدّ جلد صوان الأذن، مع احتمال خروج بعض الإفرازات السائلة، التي قد تكون شفافة أو يتغير لونها مع مرور الوقت، وربما مع شعور بامتلاء الأذن. ومع مضي الوقت دون تلقي المعالجة، قد يظهر احمرار أو تورم في الأذن الخارجية، وتورم بالعقد اللمفاوية في العنق، وارتفاع حرارة الجسم.

والحالة تتطلب مراجعة الطبيب، واتباع نصائحه العلاجية للقضاء على حالة الالتهاب الميكروبي، وتلقي العلاجات الدوائية التي يصفها، كقطرات الأذن أو غيرها، وأيضاً تطبيق نصائح الوقاية. والتي من أهمها الحفاظ على جفاف الأذنين بعد الاستحمام أو السباحة، عبر الاكتفاء بتجفيف الأذن الخارجية بقطعة قماش قطنية، وبعمق ما يصل إليه طرف الإصبع فقط، دون الدخول عميقاً في الأذن.

التهاب الأذن الوسطى

التهاب الأذن الوسطى هو نوع آخر من الالتهابات الميكروبية التي قد تتسبب في ألم بالأذن، أي في غير منطقة الأذن الخارجية. وينشأ التهاب الأذن الوسطى الحاد نتيجة عدوي بكتيرية أو فيروسية تصيب الجهاز التنفسي العلوي، وتنتقل إلى الأذن الوسطى. والأطفال أكثر عرضة من البالغين للإصابة بهذا النوع من عدوى الأذن. وبسبب الالتهاب الميكروبي وتورم الأنسجة وتراكم السوائل في الحجرة الضيقة للأذن الوسطى، مع عدم عمل قناة أوستاكي كما ينبغي، نتيجة لضيق أو سدد مجراها، فإن الحالة ربما تكون مؤلمة جداً للطفل، وقد تدفعه للبكاء، وخاصة عند الاستلقاء على الظهر أو لمس الأذن. وقد تلاحظ الأم أن الطفل ينفعل بسهولة، ويواجه صعوبات في السمع أو اتزان حركة الجسم، أو تدني شهية الأكل، أو الشكوى من الصداع، أو ارتفاع حرارة الجسم بما يتجاوز 38 درجة مئوية، أو خروج إفرازات من الأذن.

ولذا، فإن من أهم خطوات المعالجة، مراجعة الطبيب للعمل على تخفيف الألم. أما بالنسبة لتلقي المضادات الحيوية فإن الطبيب هو منْ يُقرر ذلك؛ لأن كثيراً من الحالات سببها التهاب فيروسي وليس بكتيرياً.